responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 58

أشخاص العالم لم تجد شخصين متشابهين في جميع الأخلاق، كما لا تجد اثنين متماثلين في الصورة. و يشير إلى ذلك‌ قوله صلى اللّه عليه و آله: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له» .

و قال أرسطاطاليس: «يمكن صيرورة الأشرار أخيارا بالتأديب إلا أن هذا ليس كليا. فإنه ربما أثر في بعضهم بالزوال و في بعضهم بالتقليل و ربما لم يؤثر أصلا» .

ثم المراد من التغيير ليس رفع الغضب و الشهوة مثلا و إماطتهما بالكلية فإن ذلك محال لأنهما مخلوقتان لفائدة ضرورية في الجبلة، إذ لو انقطع الغضب عن الإنسان بالكلية لم يدفع عن نفسه ما يهلكه و يؤذيه و امتنع جهاد الكفار، و لو انعدم عنه شهوة الطعام لم تبق حياته، و لو بطل عنه شهوة الوقاع بالمرة لضاع النسل، بل المراد ردهما من الإفراط و التفريط إلى الوسط فالمطلوب في صفة الغضب خلو النفس عن الجبن و التهور و الاتصاف بحس الحمية، و هو أن يحصل إذا استحسن حصوله شرعا و عقلا، و لا يحصل إذا استحسن عدمه كذلك. و كذا الحال في صفة الشهوة.

و لا ريب في أن رد بعض الموجودات الناقصة من القوى و غيرها إذا وجدت فيه قوة الكمال إلى كماله ممكن إذا كان له شرط يرتبط باختيار العبد فكما أن النواة يمكن أن تصير نخلا بالتربية، لوجود قوة النخلية فيه، و توقف فعليتها على شرط التربية التي بيد العبد، فكذلك يمكن تعديل قوتي الغضب و الشهوة بالرياضة و المجاهدة، لوجود قوة التعديل فيهما، و توقف فعليتهما على شرط ارتبط باختيار العبد أعني الرياضة و المجاهدة، و إن لم يمكن لنا قلعهما بالكلية، كما لا يمكن لنا إعدام شي‌ء من الموجودات و لا إيجاد شي‌ء من المعدومات.

ثم شرائط الرد تختلف بالنسبة إلى الأشخاص و الأخلاق، و لذا نرى‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست