responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 46

و بالجملة ما لم يحصل للقلب التزكية لم يحصل له هذا القسم من المعرفة إذ العلم الحقيقي عبادة القلب و قربة السر، و كما لا تصح الصلاة التي هي عبادة الظاهر إلا بعد تطهيره من النجاسة الظاهرة فكذلك لا تصح عبادة الباطن إلا بعد تطهيره من النجاسة الباطنية التي هي رذائل الأخلاق و خبائث الصفات، كيف و فيضان أنوار العلوم على القلوب إنما هو بواسطة الملائكة و قد قال رسول اللّه 6: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب» فإذا كان بيت القلب مشحونا بالصفات الخبيثة التي هي كلاب نابحة لم تدخل فيه الملائكة القادسة و الحكم بثبوت النجاسة الظاهرة للمشرك، مع كونه مغسول الثوب نظيف البدن، إنما هو لسراية نجاسة الباطنية فقوله 6: «بني الدين على النظافة» يتناول زوال النجاستين، و ما ورد من «أن الطهور نصف الإيمان» المراد به طهارة الباطن عن خبائث الأخلاق، و كان النصف الآخر تحليته بشرائف الصفات و عمارته بوظائف الطاعات.

و بما ذكر ظهر أن العلم الذي يحصل من طريق المجادلات الكلامية و الاستدلالات الفكرية، من دون تصقيل لجوهر النفس، لا يخلو عن الكدرة و الظلمة، و لا يستحق اسم اليقين الحقيقي الذي يحصل للنفوس الصافية فما يظنه كثير من أهل التعلق بقاذورات الدنيا انهم على حقيقية اليقين في معرفة اللّه سبحانه خلاف الواقع، لأن اليقين الحقيقي يلزمه «روح» [1] و نور و بهجة و سرور، و عدم الالتفات إلى ما سوى اللّه، و الاستغراق في أبحر عظمة اللّه، و ليس شي‌ء من ذلك حاصلا لهم، فما ظنوه يقينا إما تصديق مشوب بالشبهة، أو اعتقاد جازم لم تحصل له نورانية و جلاء و ظهور


[1] هذه الكلمة غير موجودة في نسختنا الخطية لكنها موجودة في نسخة خطية أخرى.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست