responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 368

تتلظى عليهم النار» . و قال الصادق (ع) : يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد» .

و لا ريب في أن كل عالم يأمر الناس بالتواضع و ذل النفس و انكسارها، و ينهاهم عن العجب و الكبر، و هو معجب متكبر، يكون من علماء السوء، و ممن لم يعمل بعلمه، فيكون داخلا تحت هذه الأخبار. و أي عالم يتصور في أمثال هذه الأزمنة أن يجزم بأنه عمل بجميع ما علم و أمر به، و لم يضع شيئا من أوامر ربه من الجنايات الظاهرة و الذنوب الباطنة، كالرياء و الحسد و العجب و النفاق و غير ذلك؟و كيف يمكنه القطع بأنه امتثل ما أمر به من التكاليف العامة و الخاصة به؟فخطره أعظم من خطر غيره، كيف‌ و قد روى: «أن حذيفة صلى بقوم، فلما سلم قال: لتلتمس إماما غيري أو لتصلن وحدانا، فإني رأيت في نفسي أنه ليس في القوم أفضل مني» . فإذا كان مثله لا يسلم، فكيف يسلم الضعفاء من متأخري هذه الأمة، فما أعز على بسيط الأرض في هذه الأعصار علماء الآخرة الذين أقبلوا على شأنهم، و استوحشوا من أوثق إخوانهم، و شغلهم عظيم الأمر عن الالتفات إلى الدنيا و زهرتها، و أزعجهم خوف الرحمن عن مضاجعهم في حنادس الليالي و ظلمتها، و لا يشتهون من نعيم الدنيا حارا و لا باردا، و صارت همومهم هما واحدا، هيهات!فأنى يسمح آخر الزمان بمثلهم، فهم أرباب الإقبال و أصحاب الدول، و قد انقرضوا في القرون الأول، بل يعز أن يوجد في زماننا هذا عالم لا تكون له استطالة و خيلاء، و لم يكن متكبرا على الفقراء، و متواضعا للأغنياء. فينبغي لكل

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست