-فلأنه لا ريب في أن ضرب مسلم بلا داع شرعي مما يقبحه كل عاقل، و يذمه جميع طوائف العالم، حتى نفاة الأديان، و الأخبار الواردة في ذمه كثيرة، و في عدة منها: «إن من ضرب رجلا سوطا لضربه اللََّه سوطا من النار» .
و أما (الفحش و السب و بذاءة اللسان)
-فلا ريب في كونه صادرا عن خباثة النفس. قال رسول اللََّه-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان، و لا الفاحش و لا البذي» .و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «إياكم و الفحش، فإن اللََّه لا يحب الفحش و التفحش» .و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها» .و قال -صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «إن الفحش و التفحش ليسا من الإسلام في شيء-
و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «البذاء و البيان شعبتان من شعب النفاق»
و روي: أن المراد بالبيان: كشف ما لا يجوز كشفه.و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى» ... وعد منهم: رجلا يسيل فوه قيحا، و هو من كان في الدنيا فاحشا.و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «لا تسبوا الناس فتكسبوا العداوة منهم» [1] .و قال -صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «إن اللََّه حرم الجنة على كل فحاش بذي قليل الحياء لا يبالي ما قال و لا ما قيل له، فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية [2]
أو شرك شيطان» . و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «إذا رأيتم الرجل لا يبالي ما قال و لا ما قيل فيه فإنه-لغية أو شرك شيطان» .و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «إن اللََّه ليبغض الفاحش البذي و السائل الملحف» .و قال
____________
(1) و في بعض نسخ الكافي في باب السباب، (بينهم) بدل (منهم) .
(2) قال في القاموس في مادة (غوى) : «ولد غية-و يكسر-أى زنية- فيكون معنى (لغية) أى (لزنية) .