و روي عن سلمان: «أنه قال: إذا أراد اللََّه تعالى هلاك عبد نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء، لم يلقه إلا خائنا مخوفا، و إذا كان خائنا مخوفا نزعت منه الأمانة، فإذا نزعت منه الأمانة لم يلقه إلا فظا غليظا، فإذا كان فظا غليظا نزعت منه ربقة الإيمان، فإذا نزعت منه ربقة الإيمان لم يلقه إلا شيطان ملعونا» .
و يظهر من هذا الكلام أن من كان من أهل الغلظة و الفظاظة فهو الشيطان حقيقة، فيجب على كل عاقل أن يجتنب عن ذلك كل الاجتناب، و يقدم التروي على كل ما يصدر عنه من القول و الفعل، ليحافظ نفسه عن التعنف و الغلظة فيه، و يتذكر ما ورد في فضيلة الرفق، و يرتكبه في حركاته، و لو بالتكلف، إلى أن يصير ملكة، و تزول عن نفسه آثار العنف بالكلية.
وصل (فضيلة الرفق)
الأخبار في فضيلة الرفق و فوائده أكثر من أن تحصى، و نحن نشير إلى شطر منها هنا، قال رسول اللََّه-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «لو كان الرفق خلقا يرى، ما كان فيما خلق اللََّه شيء أحسن منه» .و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-، «إن الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه، و لا ينزع من شيء إلا شانه» .و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-، «لكل شيء قفل، و قفل الإيمان الرفق» .و قال-صلى اللََّه عليه و آله و سلم-: «إن اللََّه رفيق يحب