و هو قصور النفس عن طلب معالي الأمور و قناعتها بأدانيها، و هو من نتائج ضعف النفس و صغرها. و ضده (علو الهمة) . و هو ملكة السعي في تحصيل السعادة و الكمال و طلب معالي الأمور، من دون ملاحظة منافع الدنيا و مضارها، حتى لا يعتريه السرور بالوجدان و لا الحزن بالفقدان، بل لا يبالي في طريق الطلب بالموت و القتل و أمثالهما. و صاحب هذه الملكة هو المؤمن الحقيقي الشائق للموت، و الموت تحفة له، و أعظم سرور يصل إليه، كما ورد في الأخبار. و هو الذي يقول:
آن مرد نيم كز عدمم بيم آيد # كان بيم مرا خوشتر از اين بيم آيد
جاني است مرا بعاريت داده خدا # تسليم كنم چو و قد تسليم آيد [1]
و يقول:
مرگ اگر مرد است گو نزد من آى # تا در آغوشش در آرم تنگ تنگ
[1] الأبيات كلها لـ (حافظ الشيرازي) المتقدم ذكره. و معنى البيتين:
(لست بذلك الرجل الذي يخشى من فناء نفسه، فإن ما أخشى منه-و هو الموت-أحسن عندي من نفس الخوف منه، لأن نفسي قد أعارنيها اللّه تعالى، فعلي أن أسلمها عند ما يطلب تسليم العارية) .