لم خفت الذئب و لم ترجنى؟و لم نظرت إلى غفلة إخوته و لم تنظر إلى حفظي؟» و قول أمير المؤمنين (ع) لرجل قال عند النزع: أجدني أخاف ذنوبي و أرجو رحمة ربي: «ما اجتمعا في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه اللّه ما رجا و أمنه مما يخاف»[1] ، و قول النبي-6-: «إن اللّه تعالى يقول للعبد يوم القيامة، ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره؟فإن لقنه اللّه حجته، قال: رب رجوتك و خفت الناس، فيقول اللّه: قد غفرته لك» .و ما روي عنه-6-: «أن رجلا يدخل النار فيمكث فيها ألف سنة ينادي يا حنان يا منان، فيقول اللّه لجبرئيل: اذهب فأتني بعبدي، فيجيء به، فيوقفه على ربه، فيقول اللّه له: كيف وجدت مكانك؟فيقول: شر مكان، فيقول: رده إلى مكانه. قال: فيمشي و يلتفت إلى ورائه، فيقول اللّه عز و جل: إلى أي شيء تلتفت؟فيقول: لقد رجوت ألا تعيدني إليها بعد إذ أخرجتني منها، فيقول اللّه تعالى: اذهبوا به إلى الجنة» .
و قوله-6-: «قال اللّه تعالى: لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا و أتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي، كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي، فيما يطلبون عندي من كرامتي، و النعيم في جناتي، و رفيع الدرجات العلى في جواري، و لكن برحمتي فليثقوا، و إلى حسن الظن بي فليطمئنوا، و فضلي فليرجوا [2] ، فإن رحمتي عند ذلك تدركهم، و مني يبلغهم رضواني، و مغفرتي تلبسهم عفوي فإني أنا اللّه الرحمن الرحيم و بذلك تسميت» .و عن أبي جعفر (ع) قال:
____________
(1) روى (احياء العلوم: ج 4 ص 125) هذا الحديث عن النبي-6-.
(2) في الكافي في (باب حسن الظن باللّه عز و جل) تقديم و تأخير عما هنا، فقد جاء فيه: «و فضلى فليرجوا و إلى حسن الظن بي فليطمئنوا» .