responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 282

الطاعات، ثم انتظر من فضل اللّه تثبيته إلى الموت و حسن الخاتمة المفضية إلى المغفرة، كان انتظاره رجاء حقيقيا محمودا في نفسه. و كما أن من تغافل عن الزراعة و اختار الراحة طول السنة، أو ألقى البذر في أرض سبخة مرتفعة لا ينصب إليها ماء، و لم يشتغل بتعهد البذر و إصلاح الأرض من النباتات المفسدة للزرع، ثم جلس منتظرا إلى أن ينبت له زرع يحصده، سمي انتظاره حمقا و غرورا. كذلك من لم يلق بذر الإيمان في أرض قلبه، أو ألقاه فيه مع كونه مشحونا برذائل الأخلاق منهمكا في خسائس الشهوات و اللذات، و لم يسق إليها ماء الطاعات، ثم انتظر المغفرة، كان انتظاره حمقا و غرورا.

و كما أن من بث البذر في أرض طيبة لا ماء لها، و جلس ينتظر مياه الأمطار حيث لا تغلب الأمطار، و إن لم يمتنع أيضا، سمي انتظاره تمنيا. كذلك من ألقى بذر الإيمان في أرض قلبه، و لكنه لم يسق إليه ماء الطاعات و انتظر المغفرة بلطفه و فضله، كان انتظاره تمنيا.

فإذن، اسم (الرجاء) إنما يصدق على انتظار محبوب تمهدت جميع أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد، و لم يبق إلا ما ليس يدخل تحت اختياره، و هو فضل اللّه تعالى بصرف القواطع و المفسدات. فالأحاديث الواردة في الترغيب على الرجاء و في سعة عفو اللّه و جزيل رحمته و وفور مغفرته، إنما هي مخصوصة بمن يرجو الرحمة و الغفران بالعمل الخاص المعد لحصولهما، و ترك الانهماك في المعاصي المفوت لهذا الاستعداد. فاحذر أن يغرك الشيطان و يثبطك عن العمل و يقنعك بمحض الرجاء و الأمل. و انظر إلى حال الأنبياء و الأولياء و اجتهادهم في الطاعات و صرفهم العمر في العبادات ليلا و نهارا، أ ما كان يرجون عفو اللّه و رحمته؟بلى و اللّه!إنهم كانوا أعلم بسعة رحمة اللّه و أرجى لها منك و من كل أحد، و لكن علموا أن رجاء الرحمة من دون العمل‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست