و قد زال. و لذا قيل: «الخوف حجاب بين اللّه و بين العبد» . و قيل أيضا:
«إذا ظهر الحق على السرائر لا يبقى فيها محل لخوف و لا رجاء» . و قيل أيضا: «المحب إذا شغل قلبه في مشاهدة المحبوب بخوف الفراق كان ذلك نقصا في دوام الشهود الذي هو غاية المقامات» .
و أنت خبير بأن هذه الأقوال مما لا التفات لنا إليها، فلنرجع إلى ما كنا بصدده من بيان فضيلة الخوف، فنقول: الآيات و الأخبار الدالة عليه أكثر من أن تحصى، و قد جمع اللّه للخائفين العلم و الهدى و الرحمة و الرضوان، و هي مجامع مقامات أهل الجنان، فقال:
إِنَّمََا يَخْشَى اَللََّهَ مِنْ عِبََادِهِ اَلْعُلَمََاءُ[1] . و قال: هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ[2] . و قال: رَضِيَ اَللََّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذََلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ[3] .
و كثير من الآيات مصرحة بكون الخوف من لوازم الإيمان، كقوله تعالى: