responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 227

العدل في فعل ما ليس له شعور و لا إدراك؟فتبا لأقوام يسندون هذه الحكم المتقنة الظاهرة و المصالح المحكمة الباهرة إلى ما لا خبر له بوجوده و ذاته و لا بأفعاله و صفاته.

ثم انظر إلى (أنواع الحيوانات)

و أصنافها و كثرتها و اختلافها: من الطيور و الوحوش و السباع و البهائم، كيف هدى اللّه كل واحد منها إلى ترتيب المنزل و تحصيل القوت، و جعل ما لا يتم معاش الإنسان بدونه من الإنعام و البهائم مأنوسا به غير متوحش عنه، و غيره وحشيا عنه غير ألف به، و جعل في كل منها من عجائب الحكم و غرائب المصالح ما تتحير منه العقول، فمن ذا الذي يقدر أن يحيط بعجائب خلق العنكبوت و النحلة-بل البقة و النملة- و غرائب أفعالها مع كونها من صغار الحيوانات، من وضع منازلها و جميع أقواتها و ادخارها لنفسها و هدايتها إلى حوائجها؟فأي مهندس يقدر على رسم بيوت النحل و العنكبوت على هذا التناسب الهندسي؟و انظر كيف جعل العنكبوت بيته شبكة ليصيد بها البق و الذباب. و بالجملة: كل شخص من الحيوان أودع فيه من العجائب ما لا يمكن وصفه، و كل أحد إنما يدرك قدر ما يصل إليه فهمه.

ثم انتقل من عالم الأرض إلى (عالم البحر) و عجائبه من الحيوانات و الجواهر و النفائس، فإن العجائب المودعة فيه أضعاف عجائب الأرض، كما أن سعته أضعاف سعته، و كل حيوان يوجد في الأرض يوجد فيه، و فيه حيوانات أخر ليس لها نظير في البر أصلا، و قد يوجد فيه من الحيوانات ما عظمه بقدر جزيرة عظيمة، و كثيرا ما ينزل الركبان عليه فيتحرك. أو من عجائبه خلق اللؤلؤ في صدفة تحت الماء و إنبات المرجان من صم الصخور تحته، مع كونه على هيئة شجر ثابتة نامية... و قس عليه الغير و سائر النفائس التي يقذفها البحر و تستخرج منه. و بالجملة عجائب البحر أضعاف عجائب البر، و قد صنف‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست