responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 225

نظروا بعين العبرة و البصيرة، إذ منشأهما إما عظم الصنع و حسن الإبداع، فهما في بلوغ النطفة إلى المراتب المذكورة أقوى و أشد من إحياء ميت، أو دلالة هذا الصنع و الفعل على صانع حكيم و فاعل عليم، فلا ريب أيضا في أن دلالة الأول على ذلك أشد من دلالة الثاني عليه، إذ كل من رزق أدنى حظ من البصيرة يعلم أن بلوغ قطرة ماء قذرة إلى المراتب المذكورة ليس إلا من قدرة قادر حكيم و صنع صانع عليم، أو من حدوث الفعل من دون مشاهدة سبب مباشر، فهذا في أمر النطفة أظهر، و على أي تقدير كان يكون التعجب و الغرابة في بلوغ النطفة السخيفة القذرة إلى المراتب المذكورة أشد و أحرى من التعجب في إحياء ميت أو إبراء أكمه أو أبرص أو تكلم حيوان أو نبات أو جماد أو غير ذلك من خوارق العادات و غرائب المعجزات، فالنظر الذي لا يقتضى منه العجب إنما هو نظرة حمقاء لم ينشأ عن حقيقة الرواية و الاتقان و لم يصدر عن ذي قلب يقظان. و بالجملة: الحكم و العجائب المودعة في النشأة الإنسانية أكثر من أن تحصى. و إنما أشرنا إلى نبذة قليلة منها تبصرة لمن استبصر، و تنبيها على كيفية التفكر في سائر مجاري الفكر و النظر، قال الإمام أبو عبد اللّه الصادق (ع) : «إن الصورة الإنسانية أكبر حجة للّه على خلقه، و هي الكتاب الذي كتبه بيده، و هي الهيكل الذي بناه بحكمته، و هي مجموع صور العالمين، و هي المختصر من العلوم في اللوح المحفوظ، و هي الشاهد على كل غائب، و هي الحجة على كل جاحد، و هي الطريق المستقيم إلى كل خير، و هي الصراط الممدود بين الجنة و النار» .

و إذا عرفت نبذا من عجائب نفسك و بدنك، فقس عليه عجائب الأرض التي هي مقرك، بوهادها، و تلالها، و سهلها، و جبالها، و أشجارها، و أنهارها، و بحارها

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست