و قطع من آثار العلماء أثره. و صاحب الفقه و العقل ذو كآبة و حزن و سهر، قد تحنك في برنسه و قام الليل في حندسه، يعمل و يخشى و جلا داعيا مشفقا مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه، فشد اللّه من هذا أركانه و أعطاه يوم القيامة أمانه» .
(و منها) أن يعمل بما يفهم و يعلم،
فإن من عمل بما يعلم ورثه اللّه ما لم يعلم. و قال الصادق 7: «العلم مقرون إلى العمل، من علم عمل و من عمل علم، و العلم يهتف بالعمل فإن أجابه و إلا ارتحل عنه» .و عن السجاد 7: «مكتوب في الإنجيل: لا تطلبوا علم ما لا تعملون و لما تعملوا بما علمتم، فإن العلم إذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه إلا كفرا و لم يزدده من اللّه إلا بعدا» .و عن النبي-6-: «من أخذ العلم من أهله و عمل بعلمه نجا، و من أراد به الدنيا فهي حظه» .
و عنه-6-: «العلماء رجلان: رجل عالم أخذ بعلمه فهذا ناج، و عالم تارك لعلمه فهذا هالك، و أن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه، و أن أشد أهل النار ندامة و حسرة رجل دعا عبدا إلى اللّه فاستجاب له و قبل منه، فأطاع اللّه فأدخله الجنة، و أدخل الداعي النار بترك عمله [1] و اتباعه الهوى و طول الأمل، أما اتباع الهوى فيصد عن الحق و طول الأمل ينسي الآخرة» .
(و منها) أن يحافظ شرائط الخضوع و الأدب للمعلم،
و لا يرد عليه شيئا بالمواجهة، و يكون محبا له بقلبه، و لا ينسى حقوقه، لأنه والده المعنوي الروحاني، و هو أعظم الآباء الثلاثة. قال الصادق 7: «اطلبوا
____________
(1) صححناه على بعض نسخ أصول الكافي المصححة و في نسخ جامع السعادات هكذا: (بتركه علمه) .