responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 111

بالحرمان عن السعادة الباقية، و لذا قال فخر الشجعان و سيد ولد عدنان عليه صلوات اللّه الملك الرحمن لأصحابه: «أيها الناس إنكم إن لم تقتلوا تموتوا و الذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف على الرأس أهون من ميتة على الفراش» .

و بالجملة: كل فعل يصدر عن الشجاع في أي وقت يكون مقتضى للعقل مناسبا لهذا الوقت واقعا في موقعه، و له قوة التحمل على المصائب، و ملكة الصبر على الشدائد و النوائب، و لا يضطرب من شدائد الأمور، و يستخف بما يستعظمه الجمهور، و إذا غضب كان غضبه بمقتضى العقل، و كان انتقامه مقصورا على ما يستحسن عقلا و شرعا، و لا يتعدى إلى ما لا ينبغي. و ليس مطلق الانتقام مذموما، فربما كان في بعض المواضع مستحسنا عند العقل و الشرع، و قد صرح الحكماء بأن عدم الانتقام ممن يستحقه يحدث في النفس ذبولا لا يرتفع إلا بالانتقام، و ربما أدى هذا الذبول إلى بعض الرذائل المهلكة.

و أما العدالة فقد عرفت أنها عبارة عن انقياد القوة العملية للعاقلة، أو امتزاج القوى و تسالمها و انقهار الجميع تحت العاقلة، بحيث يرتفع بينها التنازع و التجاذب، و لا يغلب بعضها على بعض، و لا يقدم على شي‌ء غير ما تسقط له العاقلة. و إنما يتم ذلك إذا حصلت للإنسان ملكة راسخة تصدر لأجلها جميع الأفعال على نهج الاعتدال بسهولة، و لا يكون له غاية في ذلك سوى كونها فضيلة و كما لا، فمن يتكلف أعمال العدول رياء و سمعة أو لجلب القلوب، أو تحصيل الجاه و المال ليس عادلا.

و قس على ذلك جميع أنواع الفضائل المندرجة تحت الأجناس المذكورة فإنه بإزاء كل منها رذيلة شبيهة بها، فينبغي لطالب السعادة أن يعرفها

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست