responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 109

و ينبغي أن يكون الباعث للاتصاف بتلك الملكة و صدور آثارها مجرد كونها فضيلة و كمالا للنفس و حصول السعادة الحقيقية بها، لا شي‌ء آخر من دفع ضر، أو جلب نفع، أو اضطرار و إلجاء، فالإعراض عن اللذات الدنيوية لتحصيل الأزيد من جنسها ليس عفة، كما هو شأن بعض تاركي الدنيا للدنيا و كذا الحال في تركها لخمود القوة و قصورها و ضعف الآلة و فتورها، أو لحصول النفرة من كثرة تعاطيها، او للحذر من حدوث الأمراض و الأسقام، أو اطلاع الناس و توبيخهم، أو لعدم درك تلك اللذات كما هو شأن بعض أهالي الجبال و البوادي... إلى غير ذلك.

و أما فضيلة الشجاعة، فقد عرفت أنها ملكة انقياد القوة الغضبية للعقل حتى يكون تصرفها بحسب أمره و نهيه، و لا يكون للاتصاف بها و صدور آثارها داع سوى كونها كمالا و فضيلة، فالإقدام على الأمور الهائلة، و الخوض في الحروب العظيمة، و عدم المبالاة من الضرب و القطع و القتل لتحصيل الجاه و المال، أو الظفر بامرأة ذات جمال، أو للحذر من السلطان و مثله، أو للشهوة بين أبناء جنسه، ليست صادرة عن ملكة الشجاعة، بل منشأها إما رذيلة الشره أو الجبن، كما هو شأن عساكر الجائرين، و قاطعي الطرق و السارقين، فمن كان أكثر خوضا في الأهوال، و أشد جرأة على الأبطال للوصول إلى شي‌ء من تلك الأغراض، فهو أكثر جبنا و حرصا، لا أكثر شجاعة و نجدة. و قس على ذلك الوقوع في المهالك و الأهوال، تعصبا عن الأقارب و الاتباع، و ربما كان باعثه تكرر ذلك منه مع حصول الغلبة، فاغتر بذلك و لم يبال بالإقدام اتكالا على العادة الجارية. و مثله مثل رجل ذى سلاح لم يبال بالمحاربة مع طفل أعزل، فإن عدم الحذر عنه ليس لشجاعته، بل لعجز الطفل. و من هذا القبيل ما يصدر عن بعض الحيوانات‌

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : الشيخ مهدي بن أبي ذر النراقي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست