الأعم. و منها (الوقاحة) و ضده الحياء. و منها (الإصرار على المعصية) و ضده التوبة، و أقصى مراتبها الإنابة و المحاسبة و المراقبة قريبة من التوبة في ضديتها للإصرار. و منها (الغفلة) و ضدها النية و الإرادة. و منها (عدم الرغبة) و ضده الشوق. و منها (الكراهة) و ضده الحب. و منها (الجفاء) و ضده الوفاء و هو من تمام الحب. و منها (البعد) و ضده الإنس و من لوازمه حب الخلوة و العزلة. و منها (السخط) و ضده الرضا، و قريب منه التسليم و يسمى تفويضا، بل هو فوق الرضا كما يأتي. و منها (الحزن) و ضده السرور. و منها (ضعف الوثوق و الأعتماد على اللّه) و ضده التوكل. و منها (الكفران) و ضده الشكر. و منها (الجزع و الهلع) و ضده الصبر. و منها (الفسق) و هو الخروج عن طاعة اللّه و عبادته، و ضده الطاعة و العبادة.
و تندرج تحتها (العبادات الموظفة في الشرع) [1] من الطهارة، و الصلاة و الذكر و تلاوة القرآن، و الزكاة و الخمس و الصوم و الحج و الزيارات. و نحن نذكر الزكاة و الخمس في وجوه الإنفاق، و ما سواهما في العبادات.
(تنبيه) اعلم أن إحصاء الفضائل و الرذائل و ضبطهما، و إدخال البعض في البعض، و الإشارة إلى القوة الموجبة لها على ما فصلناه، مما لم يتعرض له علماء الأخلاق، بل إنما تعرضوا لبعضها، و يظهر من كلامهم في بعض المواضع المخالفة في الإدخال.
و السر فيه أن كثيرا من الصفات لها جهات مختلفة كل منها يناسب قوة كما أشرنا إليه، فالاختلاف في الإدخال لأجل اختلاف الاعتبار للجهات «و قد عرفت أن ما له جهات مختلفة يتعلق بالقوي المتعددة نحن نجعل مبدأه الجميع و نعده من رذائله أو فضائله، و لا نخصه بواحدة منها» . ثم بعض
[1] هذه العبارة بتمامها غير موجودة في نسختنا الخطية.