responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 241

الكتاب ما لم يجعله اللَّه لهم» الحديث. [1]

فما كان من القسم الأوّل، فهو من ضروريّات الدين لا يمكن أن ينقل حديث على‌ خلافه، والذي في عرضة العرض هو القسم الثاني، فإذا توافق المعروض والمعروض عليه شهد كلٌّ منهما لصاحبه، واطمئنّ القلب، وسكنت النفس.

وممّا يشهد على‌ ما قلنا ما سبق من قوله 7: «فإذا وجدتم له شاهداً أو شاهدين من كتاب اللَّه» إلى آخره، والمأمورون بالعرض هم النقّادون ذوو التمييز، لا الطبقة السفلى‌ من العوامّ.

وإذا أحطت بما تلونا علمتَ أنّ ما ذهب إليه المصنّف (قدس سره) ليس بعيداً كلَّ البُعد، وإن كان الأولى استزادة الوثوق بصدق متضمّن الخبر من أيّ جهةٍ كان بقدر الإمكان ما لم يزاحم تلك الاستزادةُ تحصيلَ الواجبات العقليّة والمعارف اليقينيّة، والعملَ بما عُلم؛ فإنّي أرى‌ كثيراً منهم يصرفون جميع الأوقات في الفرعيّات، ويتعمّقون فيما لا يكاد يحتاج إليه أحد طولَ عمره، مثل الأقارير والوصايا المبهمة والحيل في البيوع وأمثال هذه، ويتسمّون بالفقيه والمجتهد على الإطلاق، والنائب العامّ، والحاكم بالاستحقاق، فإذا سُئلوا عن الواجبات العقليّة من مسائل التوحيد والعدل والنبوّة والإمامة لم يرتقوا عن درجة العوامّ، وجعلوا النهي عن البحث والتفتيش جُنّةً عن سهام الإلزام، ولم يعلموا أنّ الزمان زمان فترة، وأهمّ الامور فيه تحصيل اليقين باصول الدِّين، والعمل بما عُلم ليُفيض اللَّه تعالى علم ما لم يُعلم، والتضرّع إليه تعالى ليكمل عقله، وترك التدبيرات الدقيقة للتوسّع في الرزق الموجبة لشغل القلب وحرمان العرفان؛ فإنّ هموم الدنيا غيومُ وجهِ شمس العقل؛

چون بتابد با هجوم اين هموم‌* * * بر دلت از عقل انوار علوم‌

ولم يعلموا أنّ أكثر الفروع قد اشتبهت بسبب تغلّب أئمّة الجور، وغيبة وليّ الأمر وصاحب العصر، فيتسامح فيها، ويغتفر عدم إصابة الحكم الواقعي إذا كان ذلك من‌


[1]. الاحتجاج، ج 1، ص 253.

نام کتاب : الذريعة إلى حافظ الشريعة نویسنده : رفيع الدين محمد الجيلاني    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست