responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على أصول الكافي نویسنده : الأسترآبادي، محمّد أمين    جلد : 1  صفحه : 212

باب في ثبوت الإيمان ...

قوله: (لايعرفون إيماناً بشريعةٍ، ولا كفراً بجحود) إلخ [ح 1/ 2924] صريح في أنّ المراد من الأحاديث الدالّة على فطرة التوحيد أنّه فطرة قبول التوحيد إذا عرض عليه، فإذا جعله الأبوان يهودياً حصل فيه رغبة إلى الباطل. وإنّما جعل اللَّه دعوة النبيّ 6 مع المعجزة سبباً لفيضان اليقين بالنسبة إلى قلب فيه الرغبة إلى نيل الحقّ لا النفرة.

والأحاديث المتقدّمة في باب الشكّ تؤيّد ذلك وصريح‌ [1] فيه.

ومن المعلوم أنّ معنى هدى اللَّه خلق اليقين وخلق حبّ الإيمان، و «الحجّة الواضحة» المذكورة في باب الشكّ لا تنافيه؛ لأنّه‌ [2] نافعة بالنسبة إلى قلب لم يشمئزّ عن الحقّ استكباراً.

أويقال: في بعض الأحوال ينسيه الشيطان الحجّة الواضحة، ويوقع في قلبه ضدّها من الشبهات الواهية. وهذا الحديث وأحاديث باب الشكّ صريحان في أنّ المراد بالتعريف والبيان اللذين هما على اللَّه، إنّما هو مجرّد التصوّر بظهور الدعوى وظهور البيّنة على صدقها، لا خلق اليقين بالمدّعى، وصريح في أنّ خلق اليقين من أفعال اللَّه تعالى. فعلم أنّ هنا شيئان‌ [3]: أحدهما فعل اللَّه، والآخر فعل القلب هو الاعتراف القلبيّ.

فإن قلت: من المعلوم أنّ الفريقين مكلّفون بالاعتراف القلبيّ واللسانيّ، ومن المعلوم أنّه لايكلِّف اللَّه بالإقرار بشي‌ء من غير يقين به.

قلت: كلّفه بالإقرار عقيب التوجّه إلى الدعوى والبيّنة على وجه الإنصاف، وهذا يستلزم فيضان اليقين. وبالجملة النبيّ 6 يقول: أنا داعٍ مِن قِبل اللَّه إيّاكم إلى الاعتراف بأنّه لا شريك له في الخلق والأمر وإلى طاعته، ودليلي على ذلك معجزتي، و من شأن الدليل أنّه يثبت المدّعى على الخصم، أي يتسبّب لفيضان الجزم على قلبه إذا توجّه إلى الدليل على وجه الإنصاف لا العتوّ والاستكبار، وإنّما عقّب المصنّف (رحمه الله) هذا الباب‌


[1]. صوابه: وصريحة.

[2]. الصواب: لأنّها، وفي النسخة كتب فوقها لفظة «كذا».

[3]. في النسخة كتب فوقها لفظة «كذا» ولعل مقصوده الصواب: شيئين، لتكون اسم «أنّ» وخبره «هنا».

نام کتاب : الحاشية على أصول الكافي نویسنده : الأسترآبادي، محمّد أمين    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست