4- و اجتماع الروايات عندنا يطمئننا بالعثور على القرائن المنفصلة بمقدار لا علم إجمالي في أكثر منها.
أصالة الظهور
و أمّا مسألة: أصالة الظهور فالظاهر: إنّها ليست غير أصالة عدم القرينة، و أصالة تطابق الارادتين، و نحو ذلك.
و هذه الأصول أمارات عقلائية، و ليست مبتنية على قاعدة: الظنّ يلحق الشيء بالأعمّ الأغلب، و إن كانت هذه القاعدة علّة جعل و تشريع العقلاء لأصالة الظهور.
و أمّا التفريق بينهما: بأنّ أصالة عدم القرينة للمخاطبين، و أصالة الظهور لغيرهم، فليس بفارق، و لا له في السابقين اصطلاح خاصّ.
ما المراد بأصالة الظهور؟
ثمّ إنّ أصالة الظهور التي هي موضوع الحجّة العقلائية، هل المراد به:
الظهور التصوّري كما ذهب إليه المحقّق الأصفهاني (قدّس سرّه)، أو الظهور التصديقي الذي قال به المحقّقان الأنصاري و النائيني (قدّس سرّهما)؟
و الفرق بينهما: أنّ الظهور التصديقي هو: كشف الظهور عن إرادة المتكلّم، أي: تطابق الإرادتين، بينما الظهور التصوّري هو: إيجاد الكلام الظاهر في معنى في الخارج.
و لا شكّ أنّ الظهور التصوّري هو من الحيثيات التعليلية للظهور التصديقي.