[فصل و كان رسول اللّه 6 في حال رفعه من الركوع يقول سمع اللّه لمن حمده]
(فصل) و كان رسول اللّه 6 في حال رفعه من الركوع يقول سمع اللّه لمن حمده و يرفع يديه كما يرفعهما للاحرام. فاذا استوى قائما قال ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملأ السموات و الارض و ملأ ما بينهما و ملأ ما شئت من شيء بعد و وردت عنه 6 في الاعتدال عن الركوع اذكار كثيرة و هذا أقل ما يقتصر عليه. قال النووى فان بالغ في الاقتصار اقتصر على سمع اللّه لمن حمده ربنا لك الحمد فلا أقل من ذلك. و اعلم أنه قد صحح كثيرون من أصحابنا ان الاعتدال ركن قصير و هو خلاف المنقول فقد ثبت عن أنس قال كان رسول اللّه 6 اذا قال سمع اللّه لمن حمده و قام بشروط معروفة و في حكاية القولين طرق أشهرها طريقان أحدهما أن القولين في الكراهة و عدمها و حكاه الرافعى عن المعظم و الثاني أنها في الاستحباب و جرى عليه النووى في زوائد الروضة و اقتصر كلامه في المجموع على ترجيحه و مشى عليه في المنهاج و دليل استحباب الانتظار القياس على استحباب ابتداء فعلها لتحصيل الجماعة للغير الثابت في حديث من يتصدق على هذا فيصلي معه و قد قال تعالى وَ تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوى
(فصل) في رفعه من الركوع (كان يقول سمع اللّه لمن حمده) أخرجه الشيخان و غيرهما عن أبي هريرة و أخرجه مسلم أيضا من حديث عبد اللّه بن أبي أوفي و أخرجه البخاري و أبو داود و النسائي من حديث رفاعة بن رافع و معنى سمع هنا أجاب و معناه أن من حمده تعالى متعرضا للثواب استجاب له باعطاء ما تعرض له فانا أقول (ربنا لك الحمد) ليحصل ذلك (حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه) هذا لم يرد أنه 6 كان يقوله بل سمع رجلا قاله فلما انصرف قال من المتكلم قال أنا قال رأيت بضعة و ثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول أخرجه الشيخان و أبو داود و النسائي و الطبراني عن رفاعة بن رافع الا قوله بضعة و ثلاثين ملكا ففي مسلم بدله اثني عشر ملكا و للطبراني ثلاثة عشر و زاد النسائي كما يحب ربنا و يرضى و هذا الرجل المبهم هو رفاعة بن رافع راوي الحديث كما جاء مصرحا به في رواية النسائي (فائدة) قال النووي و غيره الحكمة في هذا العدد المذكور في البخاري أنه مطابق لعدد الحروف في الذكر المذكور و العدد المذكور في مسلم مطابق لعدد كلماته (ملأ) بالنصب و هو أشهر و الرفع و حكى عن الزجاج عدم جواز غيره قال العلماء معناه حمدا لو كان جسما لملأ السموات و الارض (و ملأ ما بينهما) هذه الزيادة أخرجها مسلم من حديث على و من حديث ابن عباس (و ملأ ما شئت من شيء بعد) أي كالعرش و الكرسي و غيرهما مما استأثر تعالى بعلمه (أذكار كثيرة) منها اللهم طهرنى بالثلج و البرد و الماء البارد اللهم طهرني من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الا بيض من الوسخ أخرجه مسلم و أبو داود و ابن ماجه من حديث ابن أبي أوفي و لمسلم في رواية من الدرن بدل الوسخ و في أخرى من الدنس و منها أهل الثناء و المجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبدا لا مانع لما أعطيت و لا معطى لما منعت و لا ينفع ذا الجد منك الجد أخرجه مسلم و أبو داود