responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 2  صفحه : 277

تتفاوت درجات الرجال و قد نزل رسول اللّه 6 منه منزلا لا يقدر قدرها و لا يرام سبرها قال وهب بن منبه قرأت في أحد و سبعين كتابا فوجدت في جميعها ان اللّه تعالى لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا الى انقضائها من العقل في جنب عقله 6 الا كحبة رمل بين رمال الدنيا.

[فصل اعلم أن الأخلاق الحميدة تكون غريزة و مكتسبة]

(فصل)* اعلم ان الاخلاق الحميدة تكون غريزة و مكتسبة و مع الاكتساب لا بد أن يكون في أصل الجبلة شعبة من أصولها فتكون جالبة لبقيتها ثم انها قد تكون دنيوية اذا لم يرد بها وجه اللّه و لكنها تعد محاسن على كل حال باتفاق الفضلاء و قد كان 6 محتويا على كمالها مجبولا عليها في أصل خلقته و أول فطرته و كذلك سائر الأنبياء (صلوات اللّه عليهم و سلامه) لم يحصلوه بممارسة و لا رياضة بل بجود إلهي و خصوصية ربانية* قال القاضي عياض و قد نجد غيرهم على بعض هذه الأخلاق دون بعض جميعها و يولد عليها فيسهل عليه اكتساب تمامها عناية من اللّه تعالى كما نشاهد من خلقة بعض الصبيان على حسن الصمت و الشهامة و صدق اللسان و السماحة و قد نجد بعضهم على ضدها فبالاكتساب يكمل ناقصها و بالرياضة و المجاهدة يستجلب معدومها و يعتدل محترفها و كل ميسر لما خلق له‌ (لا يقدر) أى لا يعبر عنه بقدر لخروجه عن التقدير (سبرها) بفتح المهملة و كسرها و سكون الموحدة و هى قدرها أيضا (وهب) بفتح الواو و سكون الهاء ثم موحدة (ابن منبه) بالنون فالموحدة كاسم الفاعل ابن سيج بكسر المهملة و قيل بفتحها و سكون التحتية ثم جيم قال الشمني تابعى جليل مشهور بمعرفة الكتب الماضية (كحبة رمل بين رمال الدنيا) و عن كعب الاحبار قال خلق اللّه العقل ألف جزء فقسم جزأ بين الخلائق كلها و أعطى نبيه محمدا تسعمائة و تسعة و تسعين.

(فصل) في بيان ان الاخلاق الحميدة هل هى مكتسبة أو غريزية (غريزية) بفتح المعجمة و كسر الراء و الزاى بينهما تحتية ساكنة و تحتية مشددة و هى ما جبل عليه الشخص و كان في أصل خلقته‌ (الجبلة) بكسر الجيم و الموحدة و تشديد اللام أى الخلقة (شعبة) بضم المعجمة و سكون المهملة ثم موحدة أي فرقة و قطعة (لم يرد) مبنى للمفعول و للفاعل فعلى الاول‌ (وجه اللّه) مرفوع و على الثانى منصوب‌ (محاسن) بالنصب‌ (باتفاق العقلاء) زاد في الشفاء و ان اختلفوا في موجب حسها و تفضيلها (محتويا) يقال احتوى على الشي‌ء اذا استأثر به دون غيره‌ (حسن السمت) بفتح المهملة و سكون الميم و هي الطريقة و هيئة الحسن‌ (و الشهامة) بفتح المعجمة قال الشمنى مصدر شهم الرجل بضم الهاء فهو شهم أى جلد ذكي الفؤاد (و كل ميسر لما خلق له) هو حديث أخرجه أحمد و الشيخان و أبو داود عن عمران بن حصين و أخرجه الترمذى عن عمر و أخرجه أحمد عن أبي بكر.

نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 2  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست