responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 2  صفحه : 206

وَ لَوْ تَرى‌ إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ‌ و قوله‌ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ‌ و قوله‌ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي‌ الآية و قوله‌ فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً الآية و أشباهها من الآي بل أكثر القرآن حققت ما بينته من ايجاز الفاظها و كثرة معانيها و ديباجة عبارتها و حسن تأليف حروفها و تلاؤم كلمها و ان تحت كل لفظة منها جملا كثيرة و فصولا جمة و علوما زواخر ملئت الدواوين من بعض ما استفيد منها و كثرت المقالات في المستنبطات عنها ثم هو في سرد القصص الطوال و أخبار القرون السالفة التي يضعف في عادة الفصحاء عندها الكلام و يذهب ماء البيان آية لمتأمله من ربط الكلام بعضه ببعض و التئام سرده و تناصف وجهه كقصة يوسف على طولها ثم اذا ترددت قصه اختلفت العبارات عنها على كثرة ترددها حتى تكاد كل واحدة تنسى في البيان صاحبتها و تناصف في الحسن وجه مقابلتها و لا نفور للنفس من ترديدها و لا معاداة لمعادها

[الوجه الثاني من اعجازه سورة نظمه العجيب و الأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب‌]

الوجه الثاني من اعجازه سورة نظمه العجيب و الأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب و مناهج نظمها و نثرها الذي جاء عليه و وقفت مقاطع آيه و انتهت فواصل كلماته إليه و لا يوجد قبله و لا بعده نظير له و لا استطاع أحد مماثلة شي‌ء منه بل‌ القتل‌ (وَ لَوْ تَرى‌) يا محمد (إِذْ فَزِعُوا) لرأيت أمرا يعتبرنه‌ (فَلا فَوْتَ‌) أي لا يفوتوننى كقوله‌ وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ‌ و قيل لا فوت و لا نجاة اذ فزعوا عند الموت‌ (وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ‌) أي من تحت أقدامهم أو من بطن الارض الى ظهرها و أراد بالمكان القريب عذاب الدنيا و هو يوم بدر قاله الضحاك أو خسف يكون بالبيداء قاله ابن ابزي‌ (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‌) أي أصبر عند الغضب و احلم عند الجهل و اعف عند الاساءة قاله ابن عباس فاذا فعلت ذلك خضع لك عدوك و صار (الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ) كابي سفيان بن حرب‌ (كَأَنَّهُ وَلِيٌ‌) قريب‌ (حَمِيمٌ‌) صديق‌ (و قيل) بعد تناهى أمر الطوفان‌ (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ‌) الذي على وجهك‌ (وَ يا سَماءُ أَقْلِعِي‌) اتركي صب الماء (فَكُلًّا) من كفار الامم السالفة (أَخَذْنا بِذَنْبِهِ‌) من غير أن يفوتونا (فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً) أى ريحا تحمل الحصباء و هي الحصا الصغار و هؤلاء قوم لوط (وَ مِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ) و هم ثمود (وَ مِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ‌) و هم قارون و أصحابه‌ (وَ مِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا) و هم قوم نوح و فرعون و قومه‌ (بل أكثر) بالنصب‌ (القصص) بكسر القاف جمع قصة (آية لمتأمله) بمد الهمزة و تحتية (سرده) بفتح المهملة و سكون الراء ثم مهملة أي يتابعه يقال سرد الحديث سرده سردا اذا تابعه و جاء به شيأ بعد شي‌ء (صاحبتها) بالنصب‌ (لمعادها) بضم ما أعتد منها (و الاسلوب) بضم الهمزة و اللام و سكون المهملة و الواو بعدها موحدة أى الفن‌ (آية)

نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 2  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست