[تتمة الباب الرابع في هجرته 6 و ما بعدها إلى وفاته]
[فصل في السرايا و البعوث التي جهل زمنها و كان ذلك قبل الفتح]
(فصل) اذكر فيه شيأ من السرايا و البعوث مما جهل موضعه من الزمان و علم بأدنى قرينة وقوعه قبل الفتح حرصا على تمام الفائدة و لئلا يشذ شيء منها من كتابنا و الله ولى التوفيق* من ذلك ما روينا فى صحيح البخاري عن أبى هريرة قال بعث رسول الله 6 خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بنى حنيفة يقال له ثمامة بن اثال فربطوه بسارية من سوارى المسجد فخرج إليه النبيّ 6 فقال ما عندك يا ثمامة فقال عندي خير (فصل) اذكر فيه شيأ من السرايا و البعوث (لئلا يشذ) بالمعجمتين يخرج (في صحيح البخاري) و صحيح مسلم و سنن أبي داود (خيلا) أي فرسانا (ثمامة) بضم المثلثة (بن أثال) بضم الهمزة و بعدها مثلثة خفيفة و هو مصروف (من سواري المسجد) فيه جواز ربط الاسير و حبسه و جواز ادخال الكافر المسجد و قال عمر ابن عبد العزيز و قتادة و مالك لا يجوز لقوله تعالى إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ و نحن نقول ان ذلك خاص بالمسجد الحرام (ما عندك يا ثمامة) في الحديث انه كرر ذلك ثلاث مرات ففيه تأليف القلوب و ملاطفة من يرجي اسلامه من الاشراف الذين يتبعهم على الاسلام خلق كثيرون قاله النووي