responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 1  صفحه : 77

للشر دونه‌

[خبر اشتداد قريش على أبي طالب و وثوب كل قبيلة على من اسلم منها يعذبونه‌]

فلما رأت قريش ذلك اجتمع أشرافهم و مشوا الي أبى طالب و قالوا له ان ابن أخيك قد سب آلهتنا و عاب ديننا و سفه أحلامنا و ضلل آباءنا فاما أن تكفه عنا و اما أن تخلى بيننا و بينه فانك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه فقال لهم أبو طالب قولا رفيقا وردهم ردا جميلا و مضى رسول اللّه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) على ما هو عليه فشرى الأمر بينهم و بينه حتى تولدت احن و ضغائن ثم مشوا الى أبى طالب مرة أخرى و أعذروا إليه في أمر النبيّ (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) و اشتد قولهم في ذلك فعظم على أبي طالب فراق قومه و لم يطب نفسا بخذلانه النبي (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) ثم كلم رسول اللّه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) فظن رسول اللّه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) أنه قد بدا لعمه تركه و العجز عن نصرته فقال يا عم و اللّه لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يسارى على أن اترك هذا الأمر حتى يظهره اللّه أو أهلك فيه ما تركته ثم استعبر رسول اللّه 6 باكيا فقال له يا ابن أخى قل ما أحببت فو اللّه لا أسلمك لشي‌ء أبدا ثم مشوا الى أبى طالب مرة أخرى بعمارة بن الوليد بن المغيرة و كان من أنهد شبانهم و أجملهم و عرضوا عليه أن يتخذه ولدا بدلا عن النبي (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) فقال لهم بئسما تسومونني به أ تعطوني ابنكم أغذوه لكم و أعطيكم ابنى تقتلونه هذا و اللّه ما لا يكون ابدا فتنابذوا و تذامروا للحرب و و ثبت كل قبيلة على من اسلم منهم‌ دونه عرضا يقيه بها المكاره‌ (و سفه) أي نسب الى السفاهة (أحلامنا) جمع حلم بكسر الحاء و سكون اللام و هو العقل‌ (و ضلل آباءنا) أي نسبهم الى الضلالة (قولا رفيقا) بفاء ثم قاف أي لينا (فشري) بفتح المعجمة و كسر الراء أي ثار و عظم‌ (إحن) جمع إحنة كمحنة و هي الضغن‌ (و ضغائن) بمعجمتين جمع ضغن بكسر أوله و هو البغض و العداوة (فعظم) مثلث الظاء و الضم أشهر (و لم يطب نفسا) أي لم تطب نفسه‌ (قد بدا) بغير همز (و اللّه لو وضعوا الشمس في يميني الى آخره) علق ترك هذا الامر بأعلى درجات الاستحالة تنبيها على ان ترك ذلك الامر بهذه المثابة و فيه اشارة الى ان الامر الذي أراده أظهر من الشمس و القمر فكانه قال الامر الظاهر لا يحال عليه الا الى ما هو أظهر منه و جعل الشمس في يميني و القمر في يساري تنحط درجته في الظهور عن ذلك الامر (أو أهلك) بكسر اللام‌ (ثم استعبر) أي أظهر العبرة (باكيا) حال‌ (اسلمك) بضم الهمزة و سكون المهملة مخفف‌ (أنهد) أي أقوى كما مر (تسومونني) أي ما تعرضون على من سام السلعة اذا عرضها للبيع‌ (أ تعطوني) بهمزة الاستفهام الانكاري و ضم أوله رباعي‌ (اغذوه) بالمعجمتين من الغذاء أي اربيه‌ (فتنابذوا) أي تطارحوا العهود التي بينهم و أعلم كل منهم الآخر انه حرب له‌ (و تذامروا للحرب) بالمعجمة تفاعلوا من الذمار و هو الغضب أو الهلاك‌ (و و ثبت)

نام کتاب : بهجة المحافل و بغية الأماثل نویسنده : عماد الدين يحيى بن أبي بكر العامري    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست