مرسلاً عن تفسير العياشي [1] ــ من أن الصادق 7 قال في قوله تعالى: ((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)) : ((إتمامهما إذا أداهما، يتقي ما يتقي المحرم فيهما)) . وهذا التعبير هو الأدق، أي تفسير الإتمام باتقاء المحرمات عند أدائهما، لا أداؤهما مع اتقاء المحرمات، كما ورد في صحيحة ابن أذينة.

ويؤكد هذا المعنى بعض النصوص كصحيحة عبد الله بن سنان [2] في قول الله عز وجل: ((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)) ، قال: ((إتمامها أن لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)) . فيلاحظ أنه قد فسر الإتمام فيها باتقاء أبرز محرمات الإحرام.

ونظيرها مرسلة الفضلاء [3] زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله 8 قالوا: سألناهما عن قوله تعالى: ((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)) قالا: ((فإن تمام الحج والعمرة أن لا يرفث ولا يفسق ولا يجادل)) .

وفي صحيحة معاوية بن عمار [4] عن أبي عبد الله 7 قال: ((إذا أحرمت فعليك بتقوى الله، وذكر الله كثيراً، وقلة الكلام إلا بخير، فإن من تمام الحج والعمرة أن يحفظ المرء لسانه إلا من خير..)) .

ومقتضى ما ورد في معتبرة عبد الله بن سنان والروايات الأخرى من أن الإتمام يكون بتجنب محرمات الإحرام هو أن لا يكون الإتمام في الآية المباركة بمعناه اللغوي الذي هو ــ كما مرّ ــ ضم تمام الشيء إليه بعد الشروع في بعض أجزائه، فإن التجنب عن محرمات الإحرام ليس من أجزاء الحج والعمرة، بل لزومه من أحكام المحرم لهما.

نعم ذكر السيد الطباطبائي (قدس سره) [5] : (أنه ربما يستعمل التمام مقام الكمال بالاستعارة، بدعوى كون الوصف الزائد على الشيء داخلاً فيه اهتماماً بأمره

[1] تفسير العياشي ج:1 ص:87.

[2] الكافي ج:4 ص:337.

[3] تفسير العياشي ج:1 ص:87.

[4] الكافي ج:4 ص:338.

[5] الميزان في تفسير القرآن ج:2 ص:75.