يجب الحج على كل مكلف جامع للشرائط الآتية. ووجوبه ثابت بالكتاب (1).
________________________
(1) إشارة إلى قوله تعالى: ((وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)) ولا كلام في دلالته على وجوب الحج، نعم وقع الكلام في كون الوجوب المستفاد منه هل هو من قبيل الوجوب التكليفي أو الوضعي، وسيأتي التعرض لهذا في بعض المباحث الآتية.
وقد اقتصر معظم الذين تعرضوا لما يستفاد منه وجوب الحج على الآية الكريمة المذكورة، ولكن هناك آيتان أخريان ربما يستدل بهما أيضاً على وجوب الحج ..
الآية الأولى: قوله تعالى [1] : ((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)) . وتقريب دلالتها على وجوب الحج تارة بالنظر إلى نفسها، وأخرى بالنظر إلى النصوص الواردة في تفسيرها ..
أ ــ أما بالنظر إلى نفسها فقد قيل بدلالتها على وجوب الحج بأحد وجهين..
الوجه الأول: أن جمعاً قرأوها (وأقيموا الحج والعمرة لله). وقد حكاها ابن حجر [2] عن علقمة ومسروق وإبراهيم النخعي. ولاشك في ظهورها حينئذٍ في وجوب الحج.
ولكن هناك شك في كون هذا قراءة، ويحتمل أن يكون من قبيل التفسير، فإنهم كثيراً ما يخلطون بين ما يعد قراءة وما يكون تفسيراً، خصوصاً أن البعض يفسر (أتموا) بأقيموا، كما سيأتي في الوجه القادم. وعلى فرض ثبوت ما ذكر