وكيفما كان فالظاهر أن هذه الرواية الشريفة هي من مرويات كتاب الحسين بن سعيد الذي حكى النجاشي عن أستاذه ابن نوح أن كتبه كانت مختلفة بحسب اختلاف الرواة عنه، قال النجاشي [1] : (أخبرنا بهذه الكتب غير واحد من أصحابنا من طرق مختلفة كثيرة. فمنها ما كتب إليَّ به أبو العباس أحمد بن علي بن نوح السيرافي (رحمه الله) في جواب كتابي إليه: والذي سألت تعريفه من الطرق إلى كتب الحسين بن سعيد الأهوازي (رضوان الله عليه) فقد روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي وأبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي والحسين بن الحسن بن أبان وأحمد بن محمد بن الحسن بن السكن القرشي البردعي وأبو العباس أحمد بن محمد الدينوري.
فأما ما عليه أصحابنا والمعول عليه ما رواه عنهما أحمد بن محمد بن عيسى .. فيجب أن تروي عن كل نسخة من هذا بما رواه صاحبها فقط، ولا تحمل رواية على رواية ولا نسخة على نسخة، لئلا يقع فيه اختلاف).
وفي ضوء هذا يحتمل أن يكون الاختلاف بين متني رواية ابن سنان من جهة الاختلاف بين نسخ كتاب الحسين بن سعيد، كأن يكون المتن الأول المختصر من مرويات الحسين بن الحسن بن أبان عنه ــ كما ورد كذلك في علل الشرائع [2] ــ والمتن الثاني المفصل من مرويات أحمد بن محمد بن عيسى أو أحمد بن محمد بن خالد، فقد أورده الكليني عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد.
و(أحمد بن محمد) هذا يحتمل أن يكون أحد الشخصين، فقد روى عن العدة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد في العديد من