.. كان أبوه من أصحاب يونس، وروى عن أبي جعفر الثاني وقيل عن الرضا 8 أيضاً). وفي قوله: (وقيل عن الرضا 8 أيضاً) إشارة إلى الارتياب في صحة ما ذكره بعضهم من كون شاذان بن الخليل والد الفضل ممن روى عن الرضا 7 ، فإذا كان هذا حال الوالد فكيف بالفضل نفسه، هل يحتمل أنه أدركه 7 وروى عنه؟!

وقد اعترف بهذا السيد الأستاذ (قدس سره) [1] قائلاً: (ظاهر النجاشي حيث خص والد الفضل بروايته عن الجواد 7 وعلى قول عن الرضا 7 عدم رواية الفضل عن الرضا 7 ، وهو أيضاً ظاهر الشيخ حيث إنه لم يعد الفضل من أصحاب الرضا ولا من أصحاب الجواد 8 ).

ولكن مع ذلك استظهر (قدس سره) صحة ما ذكره الصدوق من رواية الفضل عن الرضا 7 ، وعلّل ذلك بأن الصدوق أقرب عهداً من الشيخ والنجاشي. وقال: (يؤكد ذلك أن والد الفضل روى عن أبي الحسن الأول 7 فلا بعد في رواية الفضل نفسه عن الرضا 7 ).

وفي ما أفاده تأمل واضح، فإن قرب العهد من الراوي لا يعتبر من المرجحات لتقديم قول بعض الرجاليين على بعض، ولم يسبق منه (قدس سره) أن التزم بمثل ذلك في الموارد الأخرى. مضافاً إلى أن قرب العهد إن كان من المرجحات فهو فيما إذا كان القرب بدرجة كبيرة، وليس هكذا الحال بالنسبة للصدوق.

وأما ما ذكره من أن الصدوق أثبت رواية الفضل عن الرضا 7 فليس دقيقاً بل فيه مسامحة، فإنه (رضوان الله عليه) لم يحكم بكون الفضل راوياً عن الرضا 7 بل أورد حكاية القتيبي وغيره ذلك عن الفضل ولم يظهر منه تصديقه للحكاية. بل مرَّ بعض الشواهد على خلافه، والسيد الأستاذ (قدس سره) لا يرى وثاقة القتيبي وصاحبه فكيف اثبت المعنى المذكور؟!

وأما رواية والد الفضل عن أبي الحسن موسى بن جعفر 7 فإنه قد

[1] معجم رجال الحديث ج:13 ص:323.