نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 64
1- مدرسة الرأي
لم يمض وقت طويل على وفاة النبي 6 حتى ظهر اتجاه جديد في الفتوى و القضاء بين المسلمين عرف فيما بعد ب (الرأي) و كان له الأثر البعيد في تاريخ الحياة العقلية الإسلامية.
و ذلك أنّ الحياة الاجتماعية تطوّرت سريعا بالمسلمين، و واجه المسلمون و لا سيما القائمين بالحكم منهم حاجات جديدة و مسائل جديدة لم تعرض لهم من قبل أيام النبي 6، و لم يجدوا فيما بين أيديهم من النصوص التي يحفظونها عن النبي 6 ما ينصّ على حكم ذلك.
و كان النبي 6 قد أعدّ لهذه الحالة من قبل، فجعل أهل البيت : عدلا للكتاب الكريم، و كلّف الامّة بالرجوع إليهم فيما يهمّهم من شئون الدنيا و الآخرة في حديث الثقلين المستفيض، و في أكثر من موقف.
إلّا أنّ هذا الذي أراده رسول اللّه 6 لم يتحقق في حياة المسلمين إلّا على صعيد محدود، و أبعدت العوامل السياسية أهل البيت : عن موقعهم الذي جعله اللّه تعالى لهم في الإمامة و الفتوى في حياة المسلمين.
فلم يجد المسلمون أو المعنيون بشئون الحكم و الفتوى منهم غير الالتجاء إلى (الرأي) فيما لا نصّ فيه من المسائل التي تطرأ في حياتهم.
و في ذلك يقول الشهرستاني: نعلم قطعا أنّ الحوادث و الوقائع في العبادات و التصرفات مما لا يقبل الحصر و العد، و نعلم قطعا أنّه لم يرد في كل حادثة نص، و لا يتصور ذلك أيضا، و النصوص إذا كانت متناهية و الوقائع غير متناهية .. و ما يتناهى لا يضبطه ما لا يتناهى، علم قطعا أنّ الاجتهاد
نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 64