responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 150

و قد اتّسعت رقعة نفوذ الإسلام، و وجد العدد الكافي من المؤمنين برسالته، و الرصيد الكافي لإقامة المجتمع الإسلامي الذي كان يخطّط له النبي 6، ضمن هذه المرحلة في صبر و حكمة. و إذا كانت مكّة لا تصلح أن تكون القاعدة المطلوبة، فلا بدّ من التفكير في قاعدة جديدة ينتقل إليها القائد برسالته و عمله و أنصاره. فأخذ النبي 6 يعرض نفسه للحجّاج، الذين يأتون لحجّ بيت اللّه الحرام في موسم الحج من كل سنة. و يعرض عليهم الرسالة بمفاهيمها، و أفكارها الجديدة، و يدعوهم إلى الإيمان بها.

و لم يكن الغرض من هذه المحاولة فقط، أن يكسب النبي 6 أنصارا جددا للرسالة، و إنّما كان النبي 6 يبتغي أيضا من وراء هذه المحاولة، أن يجد القاعدة الجديدة التي كان يفكّر بها خارج مكّة.

الهجرة:

و قد قدّر اللّه لرسوله بعد كل هذه المحاولات، أن يجد في حجّاج يثرب و في يثرب غايته التي كان ينشدها.

فانتقل النبي 6 إلى يثرب برسالته و أصحابه بعد أن مهّد لذلك، و في يثرب أقام النبي 6 المجتمع الإسلامي الذي يخطّط له الإسلام و يحكمه. و هنا تبدأ المرحلة الثانية من حياة النبي 6 و جهاده، و هي مرحلة تختلف كل الاختلاف عن المرحلة الاولى من حياة النبي 6 و عمله. ففي هذه المرحلة تدخل الدعوة مرحلة تسلّم الحكم، و يتسلّم النبي 6 كقائد أوّل لهذه الدعوة زمام الحكم في المجتمع الجديد، بكل ما يرتبط بالحكم من شئون القضاء و الإدارة و السياسة و المال و الاقتصاد و الجيش. و يدخل المدينة حاكما يقرّ له المجتمع بهذا الحق و ينقاد له.

نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست