نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 148
و قد أثار ذلك موجة من النقد العنيف في وجه النبي 6 و أصحابه، و عرّضهم لأذى قريش و تعذيبها. و كانت قريش قد لمحت في هذا الوقت، خطر هذه الرسالة على كيانها و وجودها، ممّا دعاها إلى أن تقف بقوّة في وجه الرسالة الجديدة، للقضاء عليها قبل أن تترسّخ في مجتمع مكّة.
سياسة اللّاعنف:
و لم يكن من الحكمة في هذه المرحلة، أن يردّ النبي 6 الأذى بالمثل و القوّة بالقوّة، و العنف بالعنف؛ فقد كانت الرسالة لا تزال تقطع بدايات الطريق. و رغم أنّها كانت قد قطعت شوط السرّية في العمل، فإنّها لم تكن تقوى على مواجهة العنف بالعنف، و تصعيد المواجهة و الحرب مع قريش.
و لم يجد النبي 6 بدّا، من أن يردّهم باللّين و يتغاضى عمّا يصيبه من الأذى، و يأمر أصحابه بالصبر و اللّين و التغاضي.
و كانت هذه السياسة- سياسة اللّاعنف في مواجهة العنف الذي كانت تستعمله قريش- تؤذي قريش و تربكها أكثر من أي شيء آخر، و تقطع عليها سبيل العنف و المقاومة المسلّحة. و رغم كلّ ذلك، فقد كانت قريش تصعّد المقاومة، و تعرّض أصحاب النبي 6 للتعذيب و الأذى أكثر من ذي قبل.
و قد بلغت هذه المواجهة قمّتها في مقاطعة قريش للنبي 6، و أهل بيته و أصحابه فترة طويلة من الزمن، تحمّل المسلمون خلالها كثيرا من الأذى و العنت.
التخطيط لإعداد قاعدة جديدة:
و كل ذلك دعا النبي 6 أن يخطّط لإعداد قاعدة جديدة للدعوة، حتى
نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 148