نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 139
أراد اللّه أن تخرج الصليبية و اليهودية من هذه الحرب التي مهّدوا لها عن فشل ذريع.
و استمرّت هذه المؤامرات و المحاولات للقضاء على هذه الدعوة على امتداد التاريخ الإسلامي كلّه.
و الحقيقة الواضحة في هذه المعارضات كلّها و على اختلاف مستوياتها، أنّ الجاهلية أدركت منذ اليوم الأوّل من ظهور هذه الرسالة في مكة، أنّ هذا الدين الجديد جاء ليحكم على وجه الأرض، و ليتسلّم السلطة، و ليحقق حكم اللّه على وجه الأرض في قوّة و قدرة و سلطان، و لم يأت ليكون كيانا طفيليا في ظلّ أصحاب العروش و التيجان. و جاء إلى الناس بأخلاقية حركيّة فعّالة، تدفع إلى الإسهام الجادّ و البنّاء في الحياة، رافضا، الأخلاقية السلبيّة التي تدعو إلى الانعزالية و الرهبنة في الحياة.
و هذه الحقيقة هي أوضح ما في هذا الدين من بعد كلمة التوحيد. بل إنّ كلمة التوحيد ذاتها التي حملها النبي 6 في قوّة و جرأة، تحمل في أعماقها هذه الحقيقة بوضوح.
و لئن شككنا في أيّ شيء، فلا نستطيع أن نشك في هذه الحقيقة التي كلّفت حملة هذه الرسالة العناء، و جعلتهم في صراع دائم مع الجاهلية على امتداد تاريخ هذا الدين.
2- من الناحية التشريعية:
و الذي يدرس بإمعان الجانب التشريعي من هذه الرسالة، فسوف يخرج بقناعة كافية، بأنّ هذا الفقه فقه قائد في الحياة، و لا يقتصر نطاق عمله
نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 139