نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 118
و لهذا السبب نعتقد أنّ من الأفضل أن ينطلق البحث في هذا الموضوع، من موقع السيادة و الحكم من رسالات اللّه تعالى، بشكل عام، ليستدرجنا البحث بعد ذلك إلى موضع الإسلام من هذه القضية، و موقعها منه.
فهناك كثيرون من المؤمنين باللّه، مسلمين و غير مسلمين، يعتقدون أنّ رسالات اللّه تعالى، تنتهي عند دعوة الناس إلى عبادة اللّه، ضمن الطقوس الدينية المعروفة، ثمّ تهذيب الإنسان في خلقه و سلوكه، و تنظيم ما يتعلّق بحياته الشخصية من زواج و طلاق و ميراث، و ما يتّصل بذلك من الأحوال الشخصية.
و ما عدا ذلك من شئون الحياة، فأمره قد انيط بالإنسان نفسه، يصنع ما يروق له، أو تمليه عليه ظروفه، بصورة فردية أو اجتماعية.
و قد أدّى هذا التصوّر الساذج للدين و دوره في حياة الإنسان، إلى إقصاء رسالات اللّه تعالى عن أكثر مجالات الحياة حيويّة و فاعلية، و انعزال المؤمنين باللّه عن رسالتهم في مجالات خصبة و فاعلة من الحياة، كما أدّى إلى عزل رسالات اللّه عن القيام بالدور التغييري البنّاء، الذي أراده اللّه تعالى لدينه على وجه الأرض.
الدور التغييري لرسالات اللّه
و لست أعرف تصوّرا للدين و دوره في حياة الإنسان، أكثر سذاجة من هذا التصوّر. و لا أعتقد أنّ في رسالة من رسالات اللّه، ما يوحي بهذا التصوّر الساذج، و لا أدري كيف تسرّب هذا التصوّر إلى أذهان المتدينين؟ فإنّ كلّ
نام کتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته نویسنده : الشيخ محمد مهدي الآصفي جلد : 1 صفحه : 118