responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر    جلد : 1  صفحه : 89

و ما اكثر ما جاء عنه من الردع عن إذاعة سرّهم و الإفشاء لحديثهم و أن المذيع له قاتلهم عمدا لا خطأ [1]، فهذه الأحاديث و غيرها تكشف لك سرّ أمرهم بالتقيّة، فكأنّهم يعلمون بأن الناس سوف تستهدف الشيعة على التقيّة فأبانوا الوجه في إلزامهم بها و استمرارهم عليها.

أثر التقيّة في خدمة الدين:

و أمّا أثر التقيّة في خدمة الدين و المجتمع الشيعي فلا يكاد يجهل، فإن الكوفة أيام زياد ضعف فيها التشيّع حتّى لم يبق بها من الشيعة معروف و بلغ الحال بها أيام الحجّاج إلى أن ينسب الرجل إلى الكفر و الزندقة أحبّ إليه من أن ينسب إلى التشيّع، و لكن لم تمض برهة على تشديدهم على الشيعة في اعتزال الناس و السياسة و اختفائهم وراء حجب التقيّة حتّى بلغ رواة الصادق 7 أربعة آلاف أو يزيدون كما أحصاهم ابن عقدة، و الشيخ الطوسي طاب ثراه في كتاب الرجال، و الطبرسي في أعلام الورى، و المحقّق الحلّي في المعتبر، و كان اكثرهم من أهل الكوفة، و كان الحسن بن علي الوشاء [2] يقول: لو علمت أن هذا الحديث يكون له هذا الطلب لاستكثرت منه فإني أدركت في هذا المسجد- يعني مسجد الكوفة- تسعمائة شيخ كلّ يقول: حدّثني جعفر بن محمّد 8، على أن الوشاء لم يدرك من تلك الطبقة إلّا قليلا.

فهنا تعرف السرّ لما ذا كثرت الرواية عنه 7؟ و لما ذا صار منهل العلوم و المعارف و مصدر الأحكام و الحكم؟ و لما ذا صار مذهبا لأهل التشيّع؟


[1] بحار الأنوار: 2/ 74/ 45.

[2] البجلي الكوفي من وجوه الطائفة و من أصحاب الرضا 7 و ثقات رواته، و له كتب، و له مسائل الرضا 7، ترجم له الرجاليّون كلّهم.

نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست