مني الامام الصادق 7 من بين الأئمة بمعاصرة الدولتين المروانيّة و العبّاسيّة، اللتين حاربتا الشريعة و صاحبها النبيّ الأمين بمطاوعة الشهوات و التفنّن باللذات.
ثمّ تنبغ من بين هاتيك المعازف و القيان و ذلك الجور و الفجور رجالات البدع و المذاهب، و الآراء و الأهواء، ناصبين فخاخهم لصيد السمعة و الصيت حين لا محاسب و لا معاقب، و لا ناهي و لا آمر، بل كانت السلطة قد تروّج تلك الاختلافات، فيما يضعف من مذهب أهل البيت و يقلّل من أنصاره.
و لقد كان أبو عبد اللّه الصادق 7 يشاهد ذلك الصراع القائم بين الدين و الحكومتين، و بين الحقّ و أرباب هاتيك البدع.
فما ذا تراه سيتّخذ من موقف في وسط هذا المحيط المائج؟ أ يعلن الحرب على السلطة و البدع و هو يعرف الناس و تخاذلهم عن الحق.
و كم شاهد و سمع من غدرة بعلوي، و نكثة بهاشمي، و لا يهمّه ذلك لو كان يصل الى غرضه كما فعل الحسين 7، فليست نفسه بأعزّ من الدين عليه، و لكنه يعلم يقينا بأن ذلك سيقضي على نفيس حياته، دون أن يسدي إلى الدين نفعا، و يجرّ له مغنما أو أنه يلتزم الصمت أمام ذلك الصراع و فيه