بضلالات فرقهم الحاضرة، فكيف ببدع هاتيك الفرق البائدة التي أصبحت دائرة العين و الأثر.
شبه الإلحاد:
إنما الحذر اليوم من سراية شبه الإلحاد، و شكوك عبدة الدهر و أبناء الطبيعة الذين تسول لهم أنفسهم التخلّص من قيود الدين بكلّ وسيلة، تلك القيود التي تجعل الانسان في صفوف الملائكة و الروحيّين، و تخرجه عن الوحشيّة الكاسرة، و الشهوات الفاتكة، كما تجعله في أمان من اعتداء أحد على أثمن ما يجده في هذه الحياة: النفس و العرض و المال، كما تجعل الناس في أمان منه على نفائسهم تلك، و تلك الحرّية التي ينشدونها، و التي خرجوا بها عن ربقة أهل العقول و العفاف الى أسراب الوحوش و أرباب الخلاعة و الدعارة هي التي خدعت بعض الشباب، و جعلته يقع في تلك الفخاخ، و تصيده هاتيك الشباك، و الشباب سريع الانجذاب الى الشهوات و نزع القيود المزعومة، من دون أن يرجع الى رشده و يحكّم قبل الانخداع عقله.