responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر    جلد : 1  صفحه : 239

عبادته:

إن المفهوم من العبادة عند إطلاق هذه الكلمة، هو العبادة البدنيّة من الصوم و الصلاة و الحجّ و ما سواها، ممّا يحتاج الى نيّة القربة، و كان الصادق 7 في هذه العبادات زين العبّاد.

و هذا السبط في التذكرة يقول: قال علماء السير: قد اشتغل بالعبادة عن طلب الرئاسة، و ابن طلحة في المطالب يقول: ذو علوم جمّة و عبادة موفرة و أوراد متواصلة، و يقول: و يقسّم أوقاته على أنواع الطاعات، و هذا أبو نعيم في الحلية يقول: أقبل على العبادة و الخضوع، و آثر العزلة و الخشوع و لها عن الرئاسة و الجموع، و مالك بن أنس يقول: كان جعفر بن محمّد لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إمّا صائما، و إمّا قائما، و إمّا ذاكرا، و كان من عظماء العبّاد، و اكابر الزهّاد، الذين يخشون اللّه عزّ و جل، و لقد حججت معه سنة فلمّا استوت به راحلته عند الإحرام كان كلّما همّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، و كاد أن يخرّ من راحلته، و قال: ما رأت عين و لا سمعت اذن و لا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق علما و عبادة و ورعا، الى سوى هؤلاء ممّن ذكره بالعبادة، و قد مرّت عليك هذه الكلمات و غيرها من ص 72 الى 80.

و لا بدع اذا كان أبو عبد اللّه أفضل الناس عبادة و زهادة و ورعا، فإن عبادة المرء على قدر علمه بالخالق تعالى «إنما يخشى اللّه من عباده العلماء» و أنت على يقين بما كان عليه الصادق من العلم و المعرفة.

هذا شأن الصادق 7 في العبادة البدنيّة، و أمّا شأنه في العبادة الفضلى التي هي أزكى أثرا، و أذكى نشرا، و هي عبادة العلم و نشره و تعليمه و الإرشاد و الإصلاح، فلا يخفى على أحد، و قد عرفت من حياته العلميّة و من‌

نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست