نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر جلد : 1 صفحه : 170
فقال له ابن أبي العوجاء: أنا غير مصنوع، فقال له الصادق 7: فصف لي لو كنت مصنوعا كيف كنت تكون؟ فبقي مليّا لا يحير جوابا و ولع بخشبة كانت بين يديه و هو يقول: طويل عريض عميق قصير متحرّك ساكن، كلّ ذلك من صفة خلقه، فقال له الصادق 7: فإن كنت لم تعلم صفة الصنعة من غيرها فاجعل نفسك مصنوعا لما تجد في نفسك ممّا يحدث من هذه الامور، فقال ابن أبي العوجاء: سألتني عن مسألة لم يسألني أحد عنها قبلك، و لا يسألني أحد بعدك عن مثلها [1].
أقول: إن إثبات هذه العوارض على الانسان لكونه مصنوعا ظاهر، لأن طوله بعد القصر و اختلافه في العمق و العرض آنا بعد آخر، و سكونه مرّة و حركته اخرى أحداث دلّت على وجوده بعد العدم و مصنوعيّته بعد أن لم يكن، و لا بدّ للمصنوع من صانع و للمخلوق من خالق.
نفي التجسيم:
لعلّ شبهة التجسيم جاءت من قبل بعض الزنادقة فدخلت في بعض معتقدات أهل الآراء و المذاهب من المسلمين، الذين يجمدون في الدين على الظواهر، فإن أهل الزندقة لمّا خابوا في الدعوة الى التعطيل و الإلحاد أفلحوا في دسّ هذه الشبهة، لأنّا نجد الكلام عنها كثيرا في ذلك العصر، و نقرأ الكثير عنها في الأسئلة التي توجّه الى الإمام، فمن ذلك قوله في الجواب عن هذه الشبهة:
إن الجسم محدود متناه، و الصورة محدودة متناهية، فاذا احتمل الحدّ احتمل الزيادة و النقصان، و اذا احتمل الزيادة و النقصان كان مخلوقا.