نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر جلد : 1 صفحه : 161
فمن جعل هذه القوى فيها إلّا من خلقها للمنفعة، و من فطن الناس بها إلّا من جعل هذا فيها.
إلى أن يقول: و اعلم أنه ليس منزلة الشيء على حسب قيمته بل هما قيمتان مختلفتان بسوقين، و ربّما كان الخسيس في سوق المكتسب نفيسا في سوق العلم، فلا تستصغر العبرة في الشيء لصغر قيمته، فلو فطن طالبو الكيمياء لما في العذرة لاشتروها بأنفس الأثمان و غالوا بها.
- 4-
ثمّ أن المفضّل بكّر إليه في اليوم الرابع، فقال له الصادق 7:
يا مفضّل قد شرحت لك من الأدلّة على الخلق و الشواهد على صواب التدبير و العمد في الانسان و الحيوان و النبات و الشجر و غير ذلك ما فيه عبرة لمن اعتبر، و أنا أشرح لك الآن الآفات الحادثة في بعض الأزمان التي اتخذها أناس من الجهّال ذريعة إلى جحود الخالق و الخلق و العمد و التدبير، و ما انكرت المعطّلة و المانويّة من المكاره و المصائب، و ما أنكروه من الموت و الفناء، و ما قاله أصحاب الطبائع، و من زعم أن كون الأشياء بالعرض و الاتفاق ليتّسع ذلك القول في الردّ عليهم، قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون.
اتّخذ أناس من الجهّال هذه الآفات الحادثة في بعض الأزمان كمثل الوباء و اليرقان و البرد و الجراد ذريعة الى جحود الخلق و التدبير و الخالق، فيقال في جواب ذلك: إنه إن لم يكن خالق و مدبّر فلم لا يكون ما هو اكثر من هذا و أفظع؟ فمن ذلك أن تسقط السماء على الأرض و تهوى الأرض فتذهب سفلا، و تتخلّف الشمس عن الطلوع أصلا، و تجفّ الأنهار و العيون حتّى لا يوجد ماء
نام کتاب : الإمام الصادق عليه السلام نویسنده : الشيخ محمد حسين المظفر جلد : 1 صفحه : 161