الأبواء، و في شعر: أرثاد، جمعه على مذهبهم، و قيل: أرثاد جبل في قصة لمعاوية رواها جابر في يوم بدر، قال: فأين مقيلك؟ قال: بالهضبات من أرثد [1].

و أما بكسر الهمزة و بالزاي المعجمة بعد باء موحدة مكسورة: فهي بالشام من أرض البلقاء بها قبر يزيد بن عبد الملك‌ [2].

[1] و أورد الحازمي كلام نصر سوى ما يتعلق بأرثاد، و أضاف: قال كثير:

فإن تبرز الخيمات من أرض أرثد* * * لنا و جبال المرختين الدكادك‌

و نقل ياقوت نص كلام الحازمي مع زيادة شواهد شعرية، و نص البيت في ديوان كثيّر:

و أن تبرز الخيمات ... إلخ.

و أضيف: و أرثد- و يقال: يرثد مثل ألملم و يلملم- و سيأتي ذكر يرثد في (باب بدبد و يرثد)، و القول بأنه وادي الأبواء نقله البكري عن ابن حبيب في معجم ما استعجم، و أرى أن كلمة (و هو وادي الأبواء) صوابها: (في وادي الأبواء)، كما في معجم البلدان، إذ يرثد من أودية جبل ثافل (جبل صبح الآن)، و أودية هذا الجبل ينحدر قسم منها في وادي الأبواء في أسفله، و وادي الأبواء فروعه تمتد من جبال الفرع شرق جبل ثافل بمسافات بعيدة. و في رسالة جبال تهامة لعرام بن الأصبغ السّلمي: و في ثافل الأكبر آبار في بطن واد يقال له يرثد.

و في معجم ما استعجم 136: و الدليل أنه يدفع في الأبواء قول نبيه بن الحجاج يرثي العاصي بن وائل، و كان دفن بالأبواء، أنشده الزّبير:

يا ربّ زقّ كالحمار و جفنة* * * دفنت خلاف الرّكب مدفع أرثد

و بيت كثيّر في الأصل (و جبال المرتجين)، و التصحيح من معجم البلدان، إن كان تصحيحا و لم يكن تحريفا.

أما جبل ثافل: فهو سلسلة من الجبال، تمتد من الجنوب إلى الشمال من قرب ريع هرشا جنوب بلدة رابغ، الواقعة على شاطى‌ء البحر بين مكة و المدينة، إلى أن تقارب وادي الصفراء في الشمال، حيث مفيض وادي الملفّ و وادي الخائع جنوب مفيض وادي الصفراء، و يتاخم هذه السلسلة من الغرب سهل الخبت على ساحل البحر، و من الشرق وادي القاحة الذي يفيض في وادي الأبواء، و هذا يحفّ بالطرف الجنوبي من تلك السلسلة، حيث ينتهي في سهل مستورة، و طول هذه السلسلة يقارب مئة كيل في عرض بين 30 و 10 من الأكيال، و هي في جانبها الشمالي تعظم و تكوّن قمما عالية، و جانبها الجنوبي يبرز بشكل سلسلة أصغر من الجانب الشمالي، الذي كان يدعى ثافلا الأكبر، و يدعى الجنوبيّ ثافلا الأصغر، ثم عرف الجانب الشمالي الآن بجبل صبح و هم من بني سالم من حرب، و الجانب الجنوبي يعرف الآن باسم جبل بني أيوب، و ينطقونها (بنيوب) و هم من صبح أيضا (تقع سلسلة ثافل بين خطي الطول 55/ 38 و 10/ 39 و خطي العرض: 5/ 23 و 42/ 23) تقريبا.

[2] قال الحازمي عن إزبد: قرية في نواحي دمشق بينها و بين أذرعات ثلاثة عشر ميلا، فيها توفي يزيد بن عبد الملك، إلى آخر ما ذكر عن وفاة يزيد.