- و قد تحدثت عن الذّهاب بتوسع في مجلة العرب فأوضحت أنّه لا يزال معروفا بهذا الاسم، و ليس في بلاد بلحارث بن كعب، فبلادهم نجران و ما حولها، و لكنه في البلاد الواقعة بين بلاد بني عامر، و بين بلاد خثعم و من جاورهم، و مما قلت في تحديده: إنّه واد أو مجتمع سيول من أرض منخفضة يرفد وادي بيشة من الناحية الغربية أسفل وادي تبالة، يقع في الشمال الغربي عن بلدة بيشة، و على مسافة تقارب خمسين كيلا حيث يجزعه الطريق المتجه إلى رنية، و تنحدر فروع الوادي من سلسلة جبال الكور و ما حولها (بقرب خط الطول: 10/ 42 و خط العرض: 30/ 20) منحدرة نحو الشرق، حتى تبلغ غائطا من الأرض تتسع عنه الآكام و الجبال، و تحف به من الشمال و جانبا من الشرق مرتفعات الحويّ، و تفيض فيه بعض سيول الحويّ، هذا المنخفض الواسع من الأرض (الغائط) كما عرفه أبو عبيدة في النقائض هو وادي الذّهاب، ثم يتجه الوادي نحو الشرق حتى يجتمع بوادي بيشة (بقرب خط الطول: 52/ 42 و خط العرض: 27/ 20).

أما الحويّ، فخلاصة ما قلت عنه: و الحويّ: جبيلات ممتدة من الجنوب إلى الشمال في شرق سلسلة جبال الكور المعروفة، يلبّ بهذه الجبيلات و المرتفعات من الجنوب أرض واسعة تلتقي فيها شعاب و أودية صغيرة، يطلق على تلك الأرض و ما يسيل فيها اسم وادي الذّهاب، و سيول الحويّ منها ما يفيض جنوبا في تلك الأرض، فيجتمع بوادي الذّهاب، و أكثرها يتجه شرقا مكونا ما يعرف باسم وادي المياه، يمرّ ببئر (الجاهلية) حيث يجزعه الطريق، ثم يشرّق إلى جهة رمل حنجران، فيحجزه. (و يقع الحويّ بين خطّي الطول: 30/ 42 و 40/ 42 و خطّي العرض: 30/ 20 و 40/ 20 تقريبا). و انظر عن هذا مجلة العرب- س 17، ص 883- و ما بعدها.