responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والآثار نویسنده : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري    جلد : 1  صفحه : 384

- و الأصل في تسمية المياه و المواضع الكثيرة بالحفير؛ لأن الحفير اسم للبئر بمعنى محفور، ثم توسّع في إطلاق الاسم على الموضع الذي جرى فيه الحفر، و صغّر ما كان من المحفور صغيرا، و مع كثرة الاستعمال أصبح علما لمياه عدّة، و من أشهرها مما كان واقعا على طرق يكثر سلوكها، أورد في الشعر، و منها النّهر الذي في الأردن.

و الحفير هذا في بلاد بني القين القبيلة القضاعيّة التي كانت بلادها عند ظهور الإسلام فيما بين شمال الحجاز إلى أطراف الأردن فوادي السّرحان، و قد ورد في شعر النّعمان بن بشير الأنصاري الصحابي الجليل، المولود في السنة الثانية من الهجرة، المتوفّى سنة خمس و ستين، و ترجمته مفصّلة في كتب الصحابة مثل الاستيعاب و الإصابة و أسد الغابة و غيرها، و يظهر أن الحفير هذا بقرب معان، فقد عدّ صاحب المناسك المرحلة الأخيرة من الزرقاء إلى معان: الزّرقاء، القسطل، بالعة، الحفير، معان،- ص 653- و يلحظ أن صاحب معجم البلدان جعل النهر الذي في الأردن، و الموضع الذي في بلاد بني القين واحدا، و الحازمي فرق بينهما، مع استشهاده على النهر بقول النّعمان الذي نصّ على أن القينيّة تحلّه، ممّا يفهم منه عدم التّفريق، و التوسع بإطلاق اسم النهر على المكان الذي بقربه.

أما الموضع النجدي و ماء غطفان، فلم يزد ياقوت على ما هنا.

و كلمة (الضياع) قد يكون صوابها (الضّباع) جمع ضبع الحيوان المعروف، و لو كان الماء كثير الضّياع- جمع ضيعة، و هي المزارع و البساتين- لكان مشهورا.

أما أول منزل من البصرة إلى مكة، فقد حدّد المسافة بين الحفير هذا و البصرة صاحب كتاب المناسك إذ قال- 575-: المنجشانيّة أول منازل البصرة .. على ثمانية أميال منها، و هي متبرّز الناس، و بها يجتمعون، و الرّبوة على اثني عشر ميلا من المنجشانيّة، و هي على ثمانية أميال من الحفير، فالحفير على طريق المنجشانيّة يبعد عن البصرة (8+ 12+ 8- 28 ميلا) و قال في المناسك أيضا- 576-: الحفير أول منازل البصرة في البرّ، من البصرة إلى الحفير أحد و ثلاثون ميلا، و الميل الأول مسجد البصرة. انتهى.

و الحفير- بالضم- الذي من منازل الحاجّ على طريق المدينة، قال عنه السّمهوديّ: هو المعبّر عنه في بيان حدود الحرم بالحفيرة، و نقل عن الهجريّ: ذات الجيش: شعبة على يمين الخارج إلى مكة بحذاء الحفيرة، و صدر الحفيرة و ما قبل من الصّلصلين يدفع في بئر أبي عاصية، ثم يدفع في ذات الجيش، و ذات الجيش تدفع في وادي أبي كبير فوق مسجد المحرم و المعرّس. و في معجم ما استعجم- ص 464-: كان رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) ينزل بالحفير بينه و بين ذي الحليفة ثمانية أميال فيها متعشّى، و بئر عذبة حفرها عمر بن عبد العزيز. انتهى، و وردت كلمة (الحفير) مصحّفة (الجفير) في معجم ما استعجم.

مما تقدم يتضح قرب هذا الموضع من المدينة.

و يلحظ كثرة مسميات الحفر و الحفير و الحفير و الحفيرة، إذ هي في الأصل وصف، فأطلقت على مياه و مواضع. و لكن ينبغي أن يلحظ أن كثيرا من الآبار القديمة قد غارت مياهها، فدرست و جهلت مواقعها.

نام کتاب : الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والآثار نویسنده : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري    جلد : 1  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست