- أودية الأجرد جبل جهينة يلي وادي الحاضرة به عيون صغار خيرها عين يقال لها أذينة، و عين يقال لها الظّليل، و عيون تيدد كلها تدفع في أسنان الجبال، فإذا أسهل بغراسها لم ينجب زرعها، و ذالك أن صاحبها و كان من جهينة- ذمّها، و قال: هي في الجبل، فقال النبي (صلى اللّه عليه و سلم) (لا أسهلت تيدد) فما أسهل منها فلا خير فيه، نقله الهجريّ، و قال رجل من مزينة في شي‌ء وقع بينهم و بين جهينة في الجاهليّة:

فإن تشبعوا منّا سباع رواوة* * * فإنّ لها أكناف تيدد مرتعا

و قال الهجريّ في الكلام على الأجرد: و يصبّ على الحاضرة البليّ، و فيه نخل و هو لمحمد بن إبراهيم اللّهبيّ. ثم يلي الحاضرة تيدد و به عيون صغار: عين لعبد الله بن محمد بن عمران الطّلحي، يقال لها:

أذينة، و هي خير ماله، و الظليل لمبارك التّركيّ. و عيون تيدد في أسنان الجبال.

و ورد الاسم في معجم ما استعجم مصحفا (تبرز) و (تتبدّد) فبعد أن ذكر وادي رشاد من أودية الأجرد، قال: و يلي رشادا الحاضرة، و بها قبر عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، و هي عين لهم، و يصب على الحاضرة البليّ، و فيه نخل، و هو لمحمد بن إبراهيم اللّهبي، ثم يلي الحاضرة (تبرز)، و بها عيون صغار: عين لعبد الله بن عمر بن عمران الطّلحي، و هي خير ماله، و الظّليل لمبارك التركي، و عيون (تتبدّد) في أسنان الجبال. إلى آخر ما ذكر عن أودية الأجرد التي تسيل في الجلس أي جهة المدينة- و كلام البكري يبدو أنه منقول عن الهجري.

و جبل الأجرد لا يزال معروفا بينه و بين جبل الأشعر (الفقرة) ريع بواط، و يقع غرب المدينة بنحو سبعين كيلا، تصب أوديته الجلسية في إضم، و الغوريّة إلى جهة ينبع، و تيتد الوادي الذي يسيل منه إلى إضم مجتمع أودية المدينة لا يزال معروفا على ما بلغني، و لا يزال لجهينة في تلك الجهة بقية.