نام کتاب : إحياء الأراضي الموات نویسنده : محمود المظفر جلد : 1 صفحه : 316
و غير مألوف بشكله الواسع ذلك الحين، حتى ذكر ابن عبد الحكم [1]، مثلا أن عمر لم يقطع أحدا طوال عهده من أرض مصر سوى ابن مسندر الذي أقطعه (منية الأصبغ)، و إن كان إقطاعا كبيرا، لأنها قدرت بألف فدان، و حتى قيل: إنه لم يقطع في البصرة أحدا [2] سوى أبي بكرة و نافع بن الحارث.
ثالثا- إقطاعات عثمان:
و سلك الخليفة الثالث عثمان بن عفان في حكمه إزاء إقطاع الأراضي و منح الصفايا و أموال بيت المال: مسلكا يختلف كثيرا عن مسلك سابقيه- أبى بكر و عمر. إذ المعروف أنه كان يغالي في منح القطائع و الأموال بشكل أوجد معه طبقة أتخمها الثراء، مما أثار معه نقمة الناس و سخطهم الذي تجسد في التظاهرة الكبيرة المعروفة التي حاصرت داره و أدت إلى مصرعه بالشكل الذي يحفظه لنا التأريخ.
و قد جعل صاحب السيرة الحلبية [3]، حين أتى على تعداد أعمال عثمان التي أدت إلى الفتنة الكبرى، و بالتالى الى مصرعه. جعل منها إقطاعه لأكثرية أراضي بيت المال و تخصيص فئة بها دون أخرى.
يقول ابن أبى الحديد [4]- و هو يقارن بين إقطاعات عمر و عثمان- «و قد كان عثمان أقطع كثيرا من بنى أمية و غيرهم من أوليائهم و أصحابه قطائع من أرض الخراج، و قد كان عمر أقطع قطائع و لكن لأرباب العناء في الحرب و الآثار المشهودة في الجهاد. إلى أن عاد ليقول: و عثمان أقطع القطائع صلة لرحمه و ميلا إلى أصحابه من غير عناء في الحرب و لا أثر».