نام کتاب : إتحاف الوري بأخبار أم القري نویسنده : عمر بن محمد بن فهد جلد : 1 صفحه : 20
ابن كنانة. فخرج حتى أتى القلّيس فأحدث فيه: أى سلح، ثم خرج فلحق بأرضه. فدخل أبرهة فرأى أثره فيه، فقال: من اجترأ علىّ بهذا؟ فقال له أصحابة: أيها الملك، هذا رجل من العرب من أهل ذلك البيت الذى يحجّ العرب إليه بمكة لمّا سمع قولك إنى أريد أن أصرف إليه حاج [1] العرب غضب فجاء فأحدث فيه؛ أى أنها ليست لذلك بأهل- و يقال: إنهما كانا رجلين من النّسأة- فغضب عند ذلك أبرهة و قال: أفعلىّ اجترأ بهذا؟! و نصرانيّتى لأهدمنّ ذلك البيت و لأخرّبنّه حتى لا يحجه حاج أبدا.
فدعا بالفيل و أذّن فى قومه بالرّحيل و الخروج و من اتبعه من أهل اليمن- و كان أكثر من اتّبعه منهم عكّ و الأشعرون و خثعم- فخرجوا يرتجزون:-
إن البلد لبلد مأكول* * * يأكله عكّ و الأشعرون و الفيل
و يقال: إن أبرهة لما رأى ذلك بالقلّيس كان عنده رجال من العرب؛ منهم محمد بن خزاعىّ الذّكوانىّ و أخوه قيس، فأمّر محمدا على مضر، و أمره أن يسير بالناس يدعوهم إلى حجّ القلّيس، فسار محمد حتى إذا نزل ببعض أرض بنى كنانة- و قد بلغ أهل تهامة أمره، و ما جاء له- بعثوا له رجلا من هذيل يقال له عروة بن عياض، فرماه بسهم فقتله، فهرب أخوه قيس فلحق بأبرهة، فزاد ذلك أبرهة غيظا و جرأة، و حلف ليغزونّ بنى كنانة، و ليهدمنّ البيت. ثم أمر الحبشة فتهيّأت و تجهّزت، ثم سار و خرج بالفيلة معه.