نام کتاب : إتحاف الوري بأخبار أم القري نویسنده : عمر بن محمد بن فهد جلد : 1 صفحه : 106
ابن عشر سنين و أشهر [1] و إذا بكلام فوق رأسى، و إذا رجل يقول لرجل: أهو هو؟ قال: نعم. فاستقبلانى بوجوه لم أرها بخلق قط، و أرواح لم أجدها فى خلق قط، و ثياب لم أرها على أحد قط، و أقبلا إلىّ يمشيان حتى إذا أخذ كل واحد منهما بعضدى لا أجد لأحدهما مسّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأصجعنى بلا قصر و لا هصر [2]- و يقال فصلقانى [3] بحلاوة القفا [4]- ثم شقا بطنى، و كان جبريل يختلف بالماء فى طست من ذهب و ميكائيل يغسل جوفى، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فخدنى أحدهما إلى صدرى ففلقه- فيما أرى- بلا دم و لا وجع، ثم قال: اشقق قلبه. فشق قلبى، فقال له: أخرج الغلّ و الحسد. فأخرج شيئا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها، ثم قال له: أدخل الرأفة و الرحمة.
فإذا مثل الذى أخرج شبه الفضة، ثم أخرج ذرورا كان معه فذرّ عليه، ثم هزّ إبهام رجلى اليمنى، ثم قال: اغدو اسلم. فرجعت بها أغدو [5] رقّة على الصغير و رحمة على الكبير.