ساروا و قد بعدت عنا منازلهم * * * فالآن لا عوض عنهم و لا بدل
فسرت شرقا و غربا في تطلبهم * * * و كلما جئت ربعا قيل لي رحلوا
فحين أيقنت أن الذكر منقطع * * * و إنه ليس لي في وصلهم أمل
رجعت و العين عبرى و الفؤاد شج * * * و الحزن بي نازل و الصبر مرتحل
و عاينت عيني الأصحاب في وجل * * * و العين منهم بميل الحزن تكتحل
فقلت مالكم لا خاب فالكم * * * قد حال حالكم و الضر مشتمل
هل نالكم غير بعد الألف عن وطن * * * قالوا فجعنا بزين الدين يا رجل
أتى من الروم لا أهلا بمقدمه * * * ناع نعاه فنار الحزن تشتعل
فصار حزني أنيسي و البكاء سكني * * * و النوح دأبي و دمع العين ينهمل
لهفي له نازح الأوطان منجدلا * * * فوق الصعيد عليه الترب مشتمل
أشكو إلى الله رزءا ليس يشبهه * * * الا مصاب الأولى في كربلاء قتلوا
170- السيد محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي
كان [عالما فاضلا متبحرا ماهرا محققا مدققا زاهدا عابدا ورعا فقيها محدثا كاملا جامعا للفنون و العلوم جليل القدر عظيم المنزلة، قرأ على أبيه و على مولانا أحمد الأردبيلي و تلامذة جده لأمه الشهيد الثاني، و كان شريك [خاله الشيخ حسن في الدرس، و كان كل منهما يقتدي بالآخر