responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الصلاة نویسنده : الشيخ عبد الله جوادي آملي    جلد : 1  صفحه : 99

و حيث إنّ الصلاة عمود الدين، و بإقامتها يقوم الدين، و بتضييعها يضيع الدين تشتعل نار الحرب بين المصلّي و بين عدوّه المبين، و هو الشيطان الغويّ؛ لأنّه يريد أن يستحوذ عليه، و يحتنكه، و يعده و يمنّيه و يضلّه و يزيّن له، فلذا يكون المصلّى محرابا، و المصلّي مجاهدا للّه في طرد المحارب المهاجم و دفعه و أسره، فلا بدّ و أن يكون متسلّحا في هذه المحاربة، و لا سلاح للمؤمن إلّا التذلّل للّه و التعبّد له، المتجلّي ذلك بالبكاء على نفسه، كما عن عليّ- 7- في دعائه الذي علّمه كميل- ;- حيث قال: «و سلاحه البكاء»، فمن لا يبكي لضيق اللحد، و لا لظلمة القبر، و لا لبعد السفر، و لا لقلّة الزاد، و لا لغير ذلك ممّا يدهش و يوحش فلا سلاح له في محاربة الشيطان الذي يوسوس في صدره. و أمّا إذا كان متسلّحا فهو ينجو بنجواه، و يتخلّص ببكائه، حتّى يرد حصن التوحيد و الولاية، فإذا دخله أمن من العذاب، و لا بكاء إلّا عن معرفة طامّة الموت، و ما هو إلّا طمّ منه ممّا هو بعده، و لا يعرف ذلك إلّا بالعقل المؤيّد بالنقل، و إلّا بالنقل المعتضد بالعقل، إلّا في الموارد الخاصّة الّتي لا سبيل للعقل إليها.

و ممّا يكشف عن الاهتمام بالصلاة ما ورد في حقّها على المصلّي في كلّ صلاة، بحيث يلزم عليه أن يصلّي صلاته صلاة مودّع حتّى يكون بإخلاص و حضور، إذ الوداع يقتضي ذلك. و ما ورد في حقّ الطواف أو الصوم أو نحو ذلك من اختصاصه بالطواف خاصّ و نحوه، فقد ورد في عامّة الصلوات بلا خصيصة لشي‌ء منها، بل كلّ صلاة فهي صلاة وداع، و السرّ هو ما أشير إليه: «اللّهمّ اجعلنا من المصلّين الّذين يناجونك و تناجيهم، و يكلّمونك و تكلّمهم في ذات عقولهم، حتّى نستصبح بنور يقظة في الأبصار، و الأسماع، و الأفئدة» [1]، «عارف بالمجهول و معروف عند كلّ جاهل» [2]، «و تعرّفت بكلّ شي‌ء» [3] اجعلنا عارفين بك،


[1] اقتباس من نهج البلاغة: الخطبة «222».

[2] الكافي: ج 1 ص 91 ح 2.

[3] دعاء عرفة لسيّد الشهداء- 7.

نام کتاب : أسرار الصلاة نویسنده : الشيخ عبد الله جوادي آملي    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست