responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الصلاة نویسنده : الشيخ عبد الله جوادي آملي    جلد : 1  صفحه : 57

«يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوّٰامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدٰاءَ لِلّٰهِ[1]، و «. كُونُوا قَوّٰامِينَ لِلّٰهِ شُهَدٰاءَ بِالْقِسْطِ» [2]، و لا خفاء في أنّ المراقب على القيام للّه وحده يصير قائماً بالقسط، ثمّ يصير قوّاما به، ثمّ يصير مظهرا للقيّوم الذي تعنو له الوجوه بالعرض و التبع، كما أنّها عنت للحيّ القيّوم بالذات و بالأصالة.

و الغرض: كما أنّ المحاورة قد استقرّت على التعبير عن الصبر و الحلم و الجهاد و الاجتهاد بالقيام؛ لأنّه أقوى حالة للإنسان بها يقدر على الذبّ أو الصول كذلك المشاهدة الملكوتيّة قد استمرّت على التمثّل بالقيام أو الانحناء أو السجود، أو الجلوس، لأحوال تعتري الإنسان تجاه ربّه من الحضور لديه، و الانقياد لأمره، و التذلّل في فنائه، و التربّص لصدور أمره، و حيث إنّ المهمّ في إقامة الصلاة هو كون المصلّي قائماً للّه لا يعجزه شي‌ء و لا يقعده أمر من الأمور ورد في حقّ القيام و الاهتمام به حال الصلاة: أنّه «لا صلاة لمن لم يقم صلبه» [3]، و هذا و إن كان ظاهره الحكم الفقهيّ من لزوم الاستواء حال التكبير للإحرام، و حال القراءة، و قبل الركوع و نحو ذلك ممّا يجب فيه القيام، ركنا أو جزء و لكنّ تأويله هو: أنّ المناجاة مع اللّه تستلزم المقاومة مع الخواطر و الهواجس، فضلا عنها مع الكوارث و الحوادث.

كما أنّ إحياء العدل، و إجراء القسط، و عون المظلوم، و خصم الظالم تفتقر إلى القدرة المعبّرة عن ذلك بالقيام بالقسط، حسبما ورد في حقّ اللّه تعالى شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لٰا إِلٰهَ إِلّٰا هُوَ وَ الْمَلٰائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قٰائِماً بِالْقِسْطِ [4]. و حيث إنّ اللّه سبحانه دائم في شهادته بالوحدانيّة فهو دائم القيام بالقسط، و كذلك الملائكة الّذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون، و يخافون من فوقهم، و لا يعصونه طرفة عين، بل و هكذا أولو العلم، إذ الدوام في الشهادة بالتوحيد مستلزم للدوام في القيام‌


[1] النساء: 135.

[2] المائدة: 8.

[3] جامع أحاديث الشيعة: ج 5 ص 79.

[4] آل عمران: 18.

نام کتاب : أسرار الصلاة نویسنده : الشيخ عبد الله جوادي آملي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست