ليس أعجب من أن يطالب صحفى بالإدلاء بحديث إلى صحفى آخر غير أن هذا الذى أراه عجيبا كان يبدو غير عجيب لبعض الصحفيين الشبان فى دمشق، و قد ألح فى المسألة و أنا أحاول أن أصرفه بلطف، فلما أعيانى أمره قلت: سل ما بدا لك، فرمانى بطائفة من الأسئلة تتطلب بحثا طويلا نظرا و مراجعة. مثل كيف تركت الحالة الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية فى مصر؟ و ما رأيك فى حل قضية فلسطين. إلى نظائر كثيرة لهذه الأسئلة المحرجة و قد هربت من كل جواب بكلام يضحك حمله هو على محمل الجد فذهب به فرحا إلى مدير شركة الأنباء التى عمل فيها، ثم عاد إلى من غده يعاتبنى و يقول إنى جعلته غرض استهزاء. فقلت له يا أخى و ما ذنبى إذا كنت تأبى إلا إحراجى بأسئلة لا أستطيع الجواب عنها هنا، و صرنا بعد ذلك صديقين و غفر لى إساءتى، و زاد فتفضل تعريفى بزعيم الحزب الشيوعى هناك