و كانت الأنواع النثرية التقليدية قد أخذت حظها من الدراسة.
و كان لا بد أن نهتم بالأنواع النثرية الأخرى التى لم تحظ بعناية كأدب الرحلة.
و لا ننسى فى هذا السياق أن أدب الرحلة، أدب إكتشاف للذات و للآخر. للمكان و للزمان قديما و جديدا. فالرحلة كالمكتشف الذى يطارده سؤال دائم عن الإنسان و الزمان و المكان، فى كل مرحلة يصل إليها، أو يفكر فى الوصول إليها.
و هو ما دعا لتأليف الرحلة" لأدب الرحلة" و هذا ما جعلنا ندرس و نحقق" رحلة الشام لإبراهيم عبد القادر المازنى"، كنموذج تطبيقى لأدب الرحلة الحديث. فهو نموذج من نماذجه المتعددة و أحد مؤلفات المازنى المحتاجة للظهور بين يدى المتابعين و الدارسين للأدب العربى الحديث.
و كان لا بد أن يكون الاهتمام بأدب الرحلة مشفوعا بالاهتمام بنص من نصوص الرحلة العربية. و هو ما نجده فى هذا الكتاب. إذ يوضع الكتاب فى قسمين كبيرين:
الأول: دراسة لأدب الرحلة. و الثانى: يدرس كتاب" رحلة الشام" كنموذج لأدب الرحلة حتى يتحقق التوازن بين الدراسة، و التحقيق و التحليل. أملا فى أن يجد المتابع لهذا البحث توازنا آخر بين الاحتفاء بالمازنى و كتابه، و بين الاحتفاء بأدب الرحلة العربى، و بالآخرين الذين شكلوا رحلة الشام معه.